لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ فى موضع الحال من أَنْ يُحْشَرُوا بمعنى: يخافون أن يحشروا غير منصورين ولا مشفوعا لهم.
ولا بد من هذه الحال، لأن كلا محشور، فالمخوف إنما هو الحشر على هذه الحال.
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أي يدخلون فى زمرة المتقين المسلمين.
[[سورة الأنعام (٦) : آية ٥٢]]
وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (٥٢)
٥٢- وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ:
وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ذكر غير المتقين من المسلمين وأمر بإنذارهم ليتقوا، ثم أردفهم ذكر المتقين منهم وأمره بتقريبهم وإكرامهم.
وهذا أن رؤساء المشركين قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: لو طردت عنا هؤلاء الأعبد، يعنون فقراء المسلمين.
فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: ما أنا بطارد المؤمنين. فقالوا: فأقمهم عنا إذا جئنا، فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت.
بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ أي يواصلون دعاء ربهم، أي عبادته، ويواظبون عليها، والمراد بذكر الغداة والعشى الدوام.
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ يسمهم بالإخلاص فى عبادتهم. والوجه يعبر به عن ذات الشيء وحقيقته.
ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وذلك أنهم طعنوا فى دينهم وإخلاصهم، أي إن كان الأمر على ما يقولون عند الله فما يلزمك إلا اعتبار والاتسام بسيمة المتقين، وإن كان لهم باطن غير مرضى فحسابهم عليهم لازم لهم لا يتعداهم إليك.
وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ كما أن حسابك عليك لا يتعداك إليهم.