[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٥٣ الى ٥٤]
وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (٥٣) وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٤)
٥٣- وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ:
وَكَذلِكَ أي ومثل ذلك الفتن العظيم.
فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ فتنا بعض الناس ببعض، أي ابتليناهم بهم.
أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أي أنعم عليهم بالتوفيق لإصابة الحق، ولما يسعدهم عنده من دوننا، ونحن المقدمون والرؤساء، وهم العبيد والفقراء، إنكارا لأن يكون أمثالهم على الحق وممنونا عليهم من بينهم بالخير.
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ أي الله أعلم بأن يقع منه الإيمان والشكر فيوفقه للإيمان ومن يصمم على كفره فيخذله ويمنعه التوفيق.
٥٤- وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ:
فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ إما أن يكون أمرا بأن يبدأهم بالسلام إكراما لهم وتطييبا لقلوبهم، وإما أن يكون أمرا بتبليغ سلام الله إليهم.
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ من جملة ما أمر أن يقوله لهم ليسرهم ويبشرهم بسعة رحمة الله وقبوله التوبة منهم.
أَنَّهُ بالفتح على الإبدال من الرحمة. وقرىء بالكسر على الاستئناف، كأن الرحمة استفسرت. فقيل أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ.
بِجَهالَةٍ فى موضع الحال، أي عمله وهو جاهل.
أي إنه فاعل فعل الجهلة، لأن من عمل ما يؤدى إلى الضرر فى العاقبة، وهو عالم بذلك أو ظان، فهو من أهل السفه والجهل، لا من أهل الحكمة والتدبير.
أو أنه جاهل بما يتعلق به من المكروه والمضرة، ومن حق الحكيم أنه لا يقدم على شىء حتى يعلم حاله وكيفيته.