منها: الإبهام، ويدعى التورية: أن يذكر لفظ لها معنيان، إما بالاشتراك أو التواطؤ، أو الحقيقة والمجاز، أحدهما قريب والآخر بعيد، ويقصد البعيد ويورى عنه بالقريب، فيتوهمه السامع من أول وهلة.
ومن أمثلتها: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فإن الاستواء على معنيين:
الاستقرار فى المكان وهو المعنى القريب المورى به، الذى هو غير مقصود لتنزيهه تعالى عنه.
والثانى الاستيلاء والملك، وهو المعنى البعيد المقصود الذى ورى به عنه بالقريب المذكور.
وهذه التورية تسمى مجردة، لأنها لم يذكر فيها شىء من لوازم المورى به ولا المورى عنه.
ومنها: ما يسمى مرشحة، وهى التى ذكر فيها شىء من لوازم هذا أو هذا كقوله تعالى: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ فإنه يحتمل الجارحة وهو المورى به.
ويحتمل القوة والقدرة، وهو البعيد المقصود.
الاستخدام هو والتورية أشرف أنواع البديع، وهما سيان بل فضله بعضهم عليها، ولهم فيه عبارتان:
إحداهما: أن يؤتى بلفظ له معنيان فأكثر مرادا به أحد معانيه، ثم يؤتى بضميره مرادا به المعنى الآخر.
والأخرى: أن يؤتى بلفظ مشترك ثم بلفظين يفهم من أحدهما أحد المعنيين، ومن الآخر الآخر. ومن أمثلته قوله تعالى: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ الآية، فلفظ كِتابٌ يحتمل الأمد المحتوم والكتاب المكتوب. فلفظ أَجَلٍ يخدم المعنى الأول، و (يمحو) يخدم الثانى.
الالتفات: نقل الكلام من أسلوب إلى آخر: أى من المتكلم أو الخطاب، أو الغيبة إلى آخر منها بعد التعبير بالأول، وله فوائد: