[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١١٢ الى ١١٣]
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (١١٢) لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣)
١١٢- ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ:
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ يعنى اليهود.
أَيْنَ ما ثُقِفُوا أين ما وجدوا.
إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ فى محل النصب على الحال، والتقدير: الا معتصمين متمسكين أو متلبسين بحبل من الله، وهو استثناء من أعم عام الحال. والمعنى: ضربت عليهم الذلة فى عامة الأحوال الا فى حال اعتصامهم بحبل الله وحبل الناس، يعنى ذمة الله وذمة المسلمين، أي لا عز لهم قط الا هذه الواحدة. وهى التجاؤهم الى الذمة لما قبلوه من الجزية.
وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ أي استوجبوه.
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ كما يضرب البيت على أهله، فهم ساكنون فى المسكنة غير ظاعنين عنها.
ذلِكَ اشارة الى ما ضرب عليهم من الذلة والمسكنة والبواء بغضب الله، أي ذلك كائن بسبب كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء.
ذلِكَ بِما عَصَوْا أي ذلك كائن بسبب عصيانهم لله واعتدائهم لحدوده ليعلم أن الكفر وحده ليس بسبب فى استحقاق سخط الله، وأن سخط الله يستحق بركوب المعاصي كما يستحق بالكفر.
١١٣- لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ:
لَيْسُوا الضمير لأهل الكتاب. أي ليس أهل الكتاب مستوين.
مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ كلام مستأنف لبيان قوله لَيْسُوا سَواءً.