أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ يريد ما أصابهم يوم أحد من قتل سبعين منهم. و (لما) نصب بقوله قُلْتُمْ. وأَصابَتْكُمْ محل الجر، بإضافة (لما) إليها. والتقدير: أقلتم حين أصابتكم.
قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين.
أَنَّى هذا نصب لأنه مقول، أي: من أين أصابنا هذا الانهزام والقتل ونحن نقاتل فى سبيل الله، وحن مسلمون، وفينا النبي صلّى الله عليه وآله وسلم والوحى، وهم مشركون.
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ يعنى مخالفة الرماة.
إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فهو قادر على النصر وعلى منعه، وعلى أن يصيب بكم تارة، ويصيب منكم أخرى.
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٦٦ الى ١٦٧]
وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ (١٦٧)
١٦٦- وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ:
وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ يوم أحد يوم التقى جمعكم وجمع المشركين.
فَبِإِذْنِ اللَّهِ فهو كائن بإذن الله وتخليته. استعار الإذن لتخليته الكفار، وأنه لم يمنعهم منهم ليبتليهم، لأن الآذن مخل بين المأذون ومراده.
وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ أي وهو كائن ليتميز المؤمنون والمنافقون، وليظهر إيمان هؤلاء، ونفاق هؤلاء.
١٦٧- وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ:
وَقِيلَ لَهُمْ من جملة الصلة، عطف على نافَقُوا، كأنه قيل:
فماذا قالوا لهم؟ فقيل: قالوا لو نعلم. ويجوز أن تقصر الصلة على نافَقُوا ويكون وَقِيلَ لَهُمْ مبتدأ.