أمثلة النهارى كثيرة، قال ابن حبيب: نزل أكثر القرآن نهارا.
وأما أمثلة الليلى فمنها: آية تحويل القبلة،
ففى الصحيحين من حديث ابن عمر:«بقباء فى صلاة الصحيح إذ أتاهم آت فقال: إن البنى، صلّى اللَّه عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة» .
وروى مسلم، عن أنس: أن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، كان يصلّى نحو بيت المقدس، فنزلت: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ الآية، فمر رجل من بنى سلمة، وهم ركوع فى صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كلهم نحو القبلة.
عن البراء، أن النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، صلّى قبل بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشرة شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وإن أول صلاة صلاها العصر، وصلّى معه قوم، فخرج رجل ممن صلّى معه فمرّ على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد باللَّه لقد صليت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قبل الكعبة، فداروا كما هم قبل البيت.
فهذا يقضى أنها نزلت نهارا بين الظهر والعصر.
قال القاضى جلال الدين: والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل، لأن قضية أهل قباء كانت فى الصبح، وقباء قريبة من المدينة، فيبعد أن يكون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم آخر البيان لهم من العصر إلى الصبح.
وقال ابن حجر: الأقوى أن نزولها كان نهارا. والجواب عن حديث ابن عمر: أن الخبر وصل وقت العصر، إلى من هو داخل المدينة، وهم بنو حارثة،