للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله تعالى: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ١١: ١، المراد بالإحكام هنا: غاية الإبداع، أى: إنه على صورة من البيان لا يدانى فيها إبداعا، وهذا من دلائل إعجاز القرآن.

وقوله تعالى: كِتاباً مُتَشابِهاً ٣٩: ٢٣، المراد بالتشابه هنا الاتفاق، إذ لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وهذا دليل ثان من دلائل إعجاز القرآن.

وقوله تعالى: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ٣: ٧، فالمراد أن من آياته ما جاء لغرض بعينه لا تشاركه فيه غيرها، ومنها ما جاءت حول غرض عام تشاركها فيه غيرها.

وعلى هذا يستوى لنا رأى ابن قتيبة ومن لفّ لفّه فى أنه ليس ثمة فى الكتاب الكريم شىء إلا وهو مناط تفكيرنا وتدبيرنا، وإعمال الرأى فيه، لأنه كتاب الله لعباده، نزله على رسوله ليبلغه عباده ليعملوا به وبما فيه، ولن يبلغوا هذا أو يقاربوه إلا إذا نظروا فى معانيه وتدبروها.

وقد كتب السلف عن الشق؟؟؟ الثانى وقالوا فيه ما رأوا، وإذ كان القرآن للناس إلى يوم الدين، يقول كل ما يرى، إذا ما بلغ مبلغ من يقول فى القرآن، فقد نقلنا لك هذا الرأى المحدث.

٢٤- البسملة، والاستعاذة، والسجدة

والبسملة عند الأكثرين آية تقرأ من أول كل سورة، غير «براءة» .

والتعوذ قبل القراءة من السنة، لقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ «١» .

وصيغته المختارة: أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم.

وعند بعض السلف: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

وقال ابن الجزرى فى كتابه «النشر فى القراءات العشر» : المختار عند أئمة القراء الجهر بها.

ويسن السجود عند قراءة آية السجدة، وهى أربع عشرة آية، فى:

الأعراف: الرعد، النحل، الإسراء، مريم، وفيها «سجدتان» ، الفرقان، النمل، الم، فصلت، النجم، إذا السماء انشقت، اقرأ باسم ربك.

وأما فى «ص» فمستحبة وليست من عزائم السجود، أى متأكداته.


(١) النحل: ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>