وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ بالكفر والتكذيب.
ويجوز أن يكون وعيدا للمكذبين، يعنى أن ما يلحقهم يوم القيامة من العذاب لاحق بهم على سبيل العدل والاستيجاب ولا يظلمهم الله به، ولكنهم ظلموا أنفسهم باقتراف ما كان سببا فيه.
[سورة يونس (١٠) : الآيات ٤٥ الى ٤٦]
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (٤٥) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (٤٦)
٤٥- وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ:
إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يستقربون وقت لبثهم فى الدنيا، وذلك عند خروجهم من القبور.
يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ يعرف بعضهم بعضا، كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلا.
قَدْ خَسِرَ على ارادة القول، أي يتعارفون بينهم قائلين ذلك.
أو هى شهادة من الله تعالى على خسرانهم. والمعنى أنهم خسروا فى تجارتهم وبيعهم الايمان بالكفر.
وَما كانُوا مُهْتَدِينَ للتجارة عارفين بها، وهو استفهام فيه معنى التعجب، كأنه قيل: ما أخسرهم! ٤٦- وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ:
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ الجواب محذوف، كأنه قيل: واما نرينك بعض الذي نعدهم فى الدنيا فذاك.
فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ جواب نَتَوَفَّيَنَّكَ، كأنه قيل: أو نتوفينك قبل أن نريكه فنحن نريكه فى الآخرة.
ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ ذكرت الشهادة، والمراد مقتضاها ونتيجتها، وهو العقاب، كأنه قال: ثم الله معاقب على ما يفعلون.