هذه آية الوصية، وليس فى القرآن ذكر الوصية الا فى هذه الآية، وفى النساء: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ وفى المائدة حِينَ الْوَصِيَّةِ، والتي فى البقرة أتمها وأكملها.
كُتِبَ عَلَيْكُمْ فى الكلام تقدير واو العطف، أي: وكتب عليكم، فالآية مرتبطة بما قبلها متصلة بها.
وكتب: فرض وأثبت.
إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حضور الموت: أسبابه، ومتى حضر السبب كنّت به العرب عن المسبب.
إِنْ تَرَكَ خَيْراً ان، شرط، وتقدير جوابه: فالوصية، ثم حذف الفاء. وقيل: ان الماضي يجوز أن يكون جوابه قبله وبعده، فيكون التقدير: الوصية للوالدين والأقربين ان ترك خيرا.
فان قدرت الفاء، فالوصية رفع بالابتداء، وان لم تقدر الفاء جاز أن ترفعها بالابتداء وأن ترفعها على ما لم يسم فاعله، أي كتب عليكم الوصية.
ولا يصح أن تعمل الْوَصِيَّةُ فى إِذا لأنها فى حكم الصلة للمصدر، الذي هو الوصية، فلا يجوز أن تعمل فيها متقدمة.
ويجوز أن يكون العامل فى إِذا: كُتِبَ والمعنى توجه إيجاب الله إليكم ومقتضى كتابه إذا حضر، فعبر عن توجه الإيجاب بالفعل كُتِبَ لينتظم الى هذا المعنى أنه مكتوب فى الأزل.
ويجوز أن يكون العامل فى إِذا الإيصاء، يكون مقدرا، دل عليه الوصية، والمعنى: كتب عليكم الإيصاء إذا.