بُهْتاناً البهتان: الكذب المفرط الذي يتعجب منه، يعنى: التزنية.
[سورة النساء (٤) : الآيات ١٥٧ الى ١٥٩]
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٥٨) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (١٥٩)
١٥٧- وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً:
وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ رد لقولهم.
وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ألقى الشبه على غيره. والفعل مسند إلى الجار والمجرور، كما تقول: خيل إليه، كأنه قيل: ولكن وقع لهم التشبيه. ويجوز أن يسند إلى ضمير المقتول، لأن قوله إِنَّا قَتَلْنَا يدل عليه، كأنه قيل:
ولكن شبه لهم من قتلوه.
إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ استثناء منقطع، لأن اتباع الظن ليس من جنس العلم. يعنى: ولكنهم يتبعون الظن.
وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً وما قتلوه قتلا يقينا، أو ما قتلوه متيقنين، كما ادعوا ذلك فى قولهم إِنَّا قَتَلْنَا.
ويجوز أن يكون يَقِيناً تأكيدا لقوله وَما قَتَلُوهُ، كقولك:
ما قتلوه حقا. أي حق انتفاء قتله حقا.
وقيل: هو من قولك: قتلت الشيء علما، إذا تبالغ فيه علمك.
وفيه تهكم.
١٥٨- بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً:
بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ابتداء كلام مستأنف، أي إلى السماء.
وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً أي قويا بالنقمة من اليهود تسلط عليهم من قتل منهم مقتلة عظيمة.
حَكِيماً حكم عليهم باللعنة والغضب.
١٥٩- وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً: