ولقد قالت ما قالت إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى تحسرا على ما رأت من خيبة رجائها وعكس تقديرها فتحزنت الى ربها لأنها كانت ترجو وتقدر أن تلد ذكرا، ولذلك نذرته محررا للسدانة.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ أي بالشيء الذي وضعت وما علق به من عظائم الأمور، وأن يجعله وولده آية للعالمين، وهى جاهلة بذلك لا تعلم منه شيئا، فلذلك تحسرت.
وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى بيان لما فى قوله وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ من التعظيم للموضوع والرفع منه.
والمعنى: وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت لها. واللام فيهما للعهد.
وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ عطف على إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وما بينهما جملتان معترضتان. ومريم، بمعنى: العابدة. ولهذا أتبعته بطلب الإعاذة لها ولولدها من الشيطان الرجيم.
[[سورة آل عمران (٣) : آية ٣٧]]
فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٧)
٣٧- فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ:
فَتَقَبَّلَها رَبُّها فرضى بها فى النذر مكان الذكر، أو فاستقبلها.
بِقَبُولٍ حَسَنٍ قد يكون القبول اسم ما تقبل به الشيء، وهو اختصاصه لها بإقامتها مقام الذكر فى النذر، ولم يقبل قبلها أنثى فى ذلك، أو بأن تسلمها من أمها عقب الولادة قبل أن تنشأ وتصلح للسدانة.
وقد يكون القبول مصدرا على تقدير حذف المضاف، بمعنى:
فتقبلها بذي قبول حسن، أي بأمر ذى قبول حسن، وهو الاختصاص.
وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً مجاز عن التربية الحسنة العائدة عليها بما يصلحها فى جميع أحوالها.