[سورة هود (١١) : الآيات ١٦ الى ١٧]
أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٦) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧)
١٦- أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ:
وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وحبط فى الآخرة ما صنعوه، أو صنيعهم.
يعنى لم يكن لهم ثواب، لأنهم لم يريدوا به الآخرة، انما أرادوا به الدنيا، وقد وفى إليهم ما أرادوا.
وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ أي كان عملهم فى نفسه باطلا، لأنه لم يعمل لوجه صحيح والعمل الباطل لا ثواب له.
وقرىء: وباطلا، بالنصب، على أن تكون (ما) إبهامية، وينتصب بالفعل يَعْمَلُونَ، ومعناه: وباطلا أي باطل كانوا يعملون. أو أن تكون بمعنى المصدر على: وبطل بطلانا ما كانوا يعملون.
١٧- أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ:
أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ فمن كان على بينة من ربه، كغيره ممن يريد الحياة الدنيا وزينتها.
مِنْ رَبِّهِ أي على برهان من الله وبيان أن دين الإسلام حق، وهو دليل العقل.
وَيَتْلُوهُ ويتبع ذلك البرهان.
شاهِدٌ أي شاهد يشهد بصحته، وهو القرآن.
مِنْهُ من الله، أو شاهد من القرآن.
وَمِنْ قَبْلِهِ من قبل القرآن.
كِتابُ مُوسى وهو التوراة.
إِماماً كتابا مؤتما به فى الدين قدوة فيه.
وَرَحْمَةً ونعمة عظيمة على المنزل إليهم.