[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٢٣ الى ٢٨]
لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ (٢٣) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٤) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧)
يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨)
٢٣- لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ:
وَهُمْ يُسْئَلُونَ أي الأرباب الذين اتخذوهم آلهة، أي هم مملوكون مستعبدون يحاسبون على ما فعلوا وهو فوقهم جميعا سائلهم ومحاسبهم على ما فعلوا.
٢٤- أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ:
قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ أي وصفتم الله تعالى بأن له شركاء فهاتوا برهانكم على ذلك.
هذا ذِكْرُ أي الوحى الوارد فى معنى توحيد الله ونفى الشركاء عنه، كما ورد علىّ، فقد ورد على جميع الأنبياء، فهو ذكر، أي موعظة للذين معى، يعنى أمته، وذكر للذين من قبلى، يريد أمم الأنبياء عليهم السلام.
مُعْرِضُونَ عن الحق.
٢٥- وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ:
توكيد لما سبق من أن توحيد الله وتنزيهه عن الشركاء، هو ما عليه الأنبياء جميعا فلا حجة لكم فاتجهوا بالعبادة لهذا الواحد الأحد.
٢٦- وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ:
وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً يعنى من قالوا إن الملائكة بنات الله.
مُكْرَمُونَ مقربون.
٢٧- لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ:
أي يتبعون قوله ولا يقولون شيئا حتى يقوله، فلا يسبق قولهم قوله، وعملهم كذلك مبنى على أمره.
٢٨- يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ: