لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ عبارة عن الموت على الكفر، لأن الذي لا تقبل توبته من الكفار هو الذي يموت على الكفر.
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ٩١ الى ٩٣]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٩١) لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٩٢) كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلاَّ ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٣)
٩١- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ:
ذَهَباً نصب على التمييز. وقرىء: ذهب، بالرفع، ردا على مِلْءُ.
وَلَوِ افْتَدى بِهِ محمول على المعنى، كأنه قيل: فلن تقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء الأرض ذهبا.
٩٢- لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ:
لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ أي لن تبلغوا حقيقة البر، ولن تكونوا أبرارا.
وقيل: لن تنالوا بر الله، وهو ثوابه.
حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ أي: حتى تكون نفقتكم من أموالكم التي تحبونها وتؤثرونها.
فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ أي بكل شىء تنفقونه فمجازيكم بحسبه.
٩٣- كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
كُلُّ الطَّعامِ أي: كل أنواع الطعام.
كانَ حِلًّا الحل، مصدر، يقال: حل الشيء حلا، ولذلك استوى فى الوصف به المذكر والمؤنث والواحد والجمع.
إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ إسرائيل، هو يعقوب عليه السلام، وكان حرم على نفسه لحوم الإبل وألبانها.
مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ يعنى أن المطاعم كلها لم تزل حلالا لبنى إسرائيل من قبل إنزال التوراة، لم يحرم منها شىء قبل ذلك غير