قال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول. قال لبيد بن ربيعة:
يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم؟
فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه فى سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فلا تجدن فى نفسك من قوله. فرد عليه عثمان حتى شرى أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها. والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: أما والله يا بن أخى إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت فى ذمة منيعة. فيقول عثمان: بل والله، إن عينى الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها فى الله، وإنى لفى جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس. فقال له الوليد: هلم يا ابن أخى، إن شئت فعد إلى جوارك. فقال: لا.
٤٢- استجارة أبى سلمة بابى طالب
ثم إن أبا سلمة لما استجار بأبى طالب، مشى إليه رجال من بنى مخزوم، فقالوا له: يا أبا طالب، لقد منعت منا ابن أخيك محمدا، فمالك ولصاحبنا تمنعه منا؟ قال: إنه استجار بى، وهو ابن أختى، وإن أنا لم أمنع ابن أختى لم أمنع ابن أخى. فقام أبو لهب فقال: يا معشر قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون تتواثبون عليه فى جواره من بين قومه، والله لتنتهن عنه أو لتقومن معه فى كل ما قام فيه، حتى يبلغ ما أراد. فقالوا:
بل تنصرف عما تكره يا أبا عتبة، وكان لهم وليّا وناصرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبقوا على ذلك. فطمع فيه أبو طالب حين سمعه يقول ما يقول، ورجا أن يقوم معه فى شأن رسول الله صلى الله