تصميما على النفاق وهذا ما يدل عليه قوله تعالى لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ أي لا يزال هدمه سبب شك ونفاق زائد على شكهم ونفاقهم.
إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ أي لا يزول رسم هذا النفاق عن قلوبهم ولا يضمحل أثره الا أن تقطع قلوبهم قطعا وتفرق أجزاء، فحينئذ يسلون عنه.
[سورة التوبة (٩) : الآيات ١١١ الى ١١٣]
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١١) التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٢) ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١١٣)
١١١- إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ:
يُقاتِلُونَ فيه معنى الأمر.
وَعْداً مصدر مؤكد.
حَقًّا أخبر بأن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين فى سبيله وعد ثابت قد أثبته فى التوراة والإنجيل كما أثبته فى القرآن.
وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ أي ان إخلاف الميعاد قبيح بالناس الذين يجوز عليهم القبيح فكيف بالغنى الذي لا يجوز عليه القبيح قط.
١١٢- التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ:
التَّائِبُونَ رفع على المدح، أي هم التائبون، يعنى المؤمنين المذكورين.
الْعابِدُونَ الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة.
السَّائِحُونَ الصائمون.
١١٣- ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ: