للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما يكون فى ذلك الموسم، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان فى موسهم، فقالوا: جاءنا فتى من قريش، ثم أحد بنى عبد المطلب، يزعم أنه نبى، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به إلى بلادنا: فقال: فوضع الشيخ يديه على رأسه ثم قال: يا بنى عامر، هل لهما من تلاف؟ والذى نفس فلان بيده، ما تقوّلها إسماعيلى «١» قط، وإنها لحق، فأين رأيكم كان عنكم؟

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من أمره، كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام، ويعرض عليهم نفسه، وما جاء به من الله من الهدى والرحمة، وهو لا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب، له اسم وشرف إلا تصدى له، فدعاه إلى الله، وعرض عليه ما عنده.

٤٩- إسلام الانصار

وقدم أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بنى عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج.

فسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: هل لكم فى خير مما جئتم له؟ فقالوا له: وما ذاك؟ قال: أنا رسول الله بعثنى إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأنزل على الكتاب، ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن.

فقال إياس بن معاذ، وكان غلاما حدثا: أى قوم، هذا والله خير مما جئتم له. فأخذ أنس بن رافع حفنة


(١) إسماعيل: أى ما ادعى النبوة كاذبا أحد من بنى إسماعيل. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>