فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأوه قالوا:
هذا الأمين، رضينا، هذا محمد.
فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم إلىّ ثوبا، فأتى به فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثم بنى عليه.
١٨- علم اليهود والنصارى بمبعثه صلى الله عليه وسلم
وكانت الأحبار من يهود، والرهبان من النصارى، والكهان من العرب قد تحدّثوا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، لما نقارب من زمانه.
ويحدث رجال من المسلمين: أن مما دعانا إلى الإسلام، لما كنا نسمع من رجال يهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبى يبعث الآن، فكنّا كثيرا ما نسمع ذلك منهم.
فلما بعث الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله تعالى، فبادرناهم إليه، آمنا به وكفروا به.
وكان سلمة، من أصحاب بدر، يقول: كان لنا جار من يهود فى بنى عبد الأشهل، فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على بنى عبد الأشهل، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار، فقالوا له: ويحك يا فلان، أو ترى