أما سوره فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتدّ به، وقيل: وثلاث عشرة، بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة.
وفى مصحف ابن مسعود: مائة واثنتا عشرة سورة، لأنه لم يكتب المعوذتين.
وفى مصحف أبىّ: ست عشرة، لأنه كتب فى آخره سورتى الحقد والخلع، وعلى حين كتب أبىّ بن كعب فى مصحفه فاتحة الكتاب، والمعوّذتين، واللهم إنّا نستعينك، واللهم إياك نعبد، وتركهن ابن مسعود.
والحكمة فى تسوير القرآن سورا تحقيق كون السورة بمجردها معجزة، وآية من آيات اللَّه، والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل، فسورة يوسف تترجم عن قصته، وسورة إبراهيم تترجم عن قصته، وسورة براءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم، إلى غير ذلك.
والسور سورا طوالا وأوساطا وقصارا، وتنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز، فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات وهى معجزة إعجاز سورة البقرة، ثم ظهرت لذلك حكمة فى التعليم وتدريج الأطفال من السور القصار إلى ما فوقها تيسيرا من اللَّه على عباده لحفظ كتابه.
الفائدة فى تفصيل القرآن وتقطيعه سورا، كثيرة:
منها: الجنس إذا انطوت تحته أنواع وأصناف كان أحسن وأفخم من أن يكون بابا واحدا.
ومنها: أن القارىء إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ فى آخر كان أنشط له وأبعث على التحصيل منه لو استقر على الكتاب بطوله، ومن ثم جزىء القرآن أجزاء وأخماسا.
ومنها: أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب اللَّه طائفة مستقلة بنفسها فيعظم عنده ما حفظه.