لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ يعنى أن تلاوته ليست الا بمشيئة الله وإحداثه أمرا عجيبا خارجا عن العادات، وهو أن يخرج رجل أمي لم يتعلم ولم يستمع ولم يشاهد العلماء ساعة من عمره، ولا نشأ فى بلد فيه علماء، فيقرأ عليهم كتابا فصيحا، يبهر كل كلام فصيح، وقد بلغ بين ظهرانيكم أربعين سنة تطلعون على أحواله، ولا يخفى عليكم شىء من أسراره، وما سمعتم منه حرفا من ذلك، ولا عرفه به أحد من أقرب الناس منه وألصقهم به.
وَلا أَدْراكُمْ بِهِ وعلى أعلمكم به على لسانى.
فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً يعنى: قد أقمت فيما بينكم يافعا وكهلا، فلم تعرفونى متعاطيا شيئا من نحوه فتتهمونى باختراعه.
أَفَلا تَعْقِلُونَ فتعلموا أنه ليس الا من الله لا من مثلى.