فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدى جلدك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال له خيرا.
وبعد أن عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف رجع إلى العريش فدخله، ومعه فيه أبو بكر الصديق ليس معه فيه غيره، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول فيما يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد. وأبو بكر يقول: يا نبى الله، بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك. وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو فى العريش، ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل أخذ بعنان فرس يقوده، على ثناياه النقع.
وقد رمى مهجع، مولى عمر بن الخطاب، بسهم فقتل، فكان أول قتيل من المسلمين ثم رمى حارثة بن سراقة، أحد بنى عدى بن النجار، وهو يشرب من الحوض، بسهم، فأصاب نحره، فقتل.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم، وقال:
والذى نفس محمد بيده، لا يقاتلهم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة. فقال عمير بن الحمام، أخو بنى سلمة، وفى يده ثمرات يأكلهن: بخ بخ، أفما بينى وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلى هؤلاء؟
ثم قذف التمرات من يده، وأخذ سيفه، فقاتل القوم حتى قتل.
ثم إن عوف بن الحارث، وهو بن عفراء، قال: يا رسول الله، ما