زيد أن يأتى ويقوم أبوه كل هذا حسن جائز، بخلاف الأول لأنك لو قلت: عسى زيد أن يقوم أبوه، حسن، وهذا كله بمنزلة: ليس زيد بخارج ولا قائم عمرو، وهذا لا يجوز وإن كان فى موضع «عمرو» :
«أبوه» ، جاز.
وقد قيل:«ويقول» معطوف على «الفتح» لأنه بمعنى: أن يفتح، فهو معطوف على اسم، فاحتيج إلى إضمار «أن» ، ليكون مع «يقول» مصدرا، فتعطف اسما على اسم، فيصير بمنزلة قول الشاعر:
للبس عباءة وتقر عينى
والرفع فى «ويقول» ، على القطع.
«جهد أيمانهم إنهم» : إنهم، نصب على المصدر وكسرت «إن» من «إنهم» على إضمار: قالوا إنهم، لأن اللام فى خبرها.
٥٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ «يحبهم ويحبونه» : نعت ل «قوم» ، وكذلك «أذلة» ، و «أعزة» ، و «يجاهدون» ، نعت أيضا لهم.
ويجوز أن يكون حالا منهم، والإشارة بالقوم الموصوفين فى هذا الموضع هى إلى الخلفاء الراشدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم، وهذا يدل على تثبيت خلافتهم رضى الله عنهم أجمعين.
٥٥- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ «وهم راكعون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «يؤتون» أي يعطون ما يزكيهم عند الله فى حال ركوعهم أي: وهم فى صلاتهم، فالواو واو الحال، والآية على هذا المعنى نزلت فى على بن أبى طالب، صلوات الله عليه.
ويجوز أن يكون لا موضع للجملة، وإنما هى جملة معطوفة على الموصول، وليست بواو الحال، والآية عامة.