و «عبد» أصله الصفة ولكنه استعمل فى هذا استعمال الأسماء، وجرى فى بناء الصفات على أصله، كما استعملوا الأبطح والأبرق استعمال الأسماء، وكسرا تكسيرا الأسماء، فقيل: الأباطح والأبارق، ولم يصرفا، كأحمر، وأصلهما الصفة.
«ما أنزل» : ما، فى موضع رفع بفعله، وهو: ليزيدن، و «كلما» ظرف، والعامل فيه «أطفأها» ، أو فيه معنى الشرط، «فلا بد له من جواب» ، وجوابه:«أطفأها» ٦٩- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «والصّابئون» : مرفوع على العطف على موضع «إن» وما عملت فيه، وخبر «إن» منوى قبل «الصابئين» ، فلذلك جاز العطف على الموضع والخبر هو «من آمن» ، فنوى به التقديم، فحق:«والصائبون والنصارى» إن وقع بعد «يحزنون» وإنما احتيج إلى هذا التقدير لأن العطف فى «إن» على الموضع لا يجوز إلا بعد تمام الكلام وانقضاء اسم «إن» وخبرها، فتعطف على موضع الجملة.
وقال الفراء: هو عطف على المضمر فى «هادوا» ، وهو غلط لأنه يوجب أن يكون الصابئين والنصارى:
يهودا وأيضا فإن العطف على المضمر المرفوع قبل أن تؤكده، أو تفصل بينهما بما يقوم مقام التأكيد، قبيح عند بعض النحويين.
وقيل:«الصابئون» مرفوع على أصله قبل دخول «إن» وقيل: إنما رفع «الصابئون» لأن «إن» لم يظهر لها عمل فى «الذين» ، فبقى المعطوف مرفوع على أصله قبل دخول «إن» على الجملة.