للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ابنته، فقال: أى بنية، أكرمى مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له.

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص، فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالا، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذى له، فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فىء الله الذى أفاء عليكم، فأنتم أحق به. فقالوا: يا رسول الله، بل نرده عليه، فردوه عليه، حتى إن الرجل ليأتى بالدلو، ويأتى الرجل بالشنة، وبالإداوة، حتى إن أحدهم ليأتى بالشظاط، حتى ردوا عليه ماله بأسره، لا يفقد منه شيئا.

ثم احتمل إلى مكة، فأدى إلى كل ذى مال من قريش ماله، ومن كان أيضع معه، ثم قال: يا معشر قريش، هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه، قالوا: لا، فجزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيّا كريما. قال: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، والله ما منعنى من الإسلام عنده.

إلا تخوف أن تظنوا أنى إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم، وفرغت منها، أسلمت

، ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وجلس عمير بن وهب الجمحى مع صفوان بن أمية، بعد مصاب أهل بدر من قريش، فى الحجر بيسير، وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش، وممن كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولقى منه عناء وهو بمكة، وكان ابنه وهب بن عمير فى أسارى بدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>