ويجوز عندهم أن يجرى على القياس، كغاز ورام، فيكون وزنه «فاعلا» ، ومقلوبا إلى «فالع» ، ثم «فعل» ، لأجل استثقال الحركة على حرف العلة ودخول التنوين، كما أعلوا قولهم: قاض وغاز، فى الرفع والخفض، وصححوه فى النصب لخفة الفتح.
«التّائبون» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هم التائبون، أو على الابتداء، والخبر محذوف.
وقيل: الخبر قوله: «الآمرون» وما بعده.
١١٧- لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ «كاد» : فيها إضمار الحديث، فلذلك ولى «كاد» : «يزيغ» ، و «القلوب» رفع ب «يزيغ» .
وقيل:«القلوب» : رفع ب «كاد» ، و «يزيغ» ينوى به التأخير، كما أجازوا ذلك فى «كان» فى مثل قوله (ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ) ٧: ١٢٦، وفى قوله (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا) ٧٢: ٤ وقال أبو حاتم: من قرأ «يزيغ» بالياء، لم يرفع القلوب ب «كاد» .
وقيل: إن فى «كاد» اسمها، وهو ضمير الحرب، أو الفريق، أو القتيل لتقدم ذكر أصحاب النبي عليه السلام فيرتفع «القلوب» ب «يزيع» .
والياء والتاء فى «يزيغ» سواء لأن: تذكير الجمع وتأنيثه، جائز على معنى الجمع، وعلى معنى الجماعة.
وإنما جاز الإضمار فى «كاد» ، وليست مما يدخل على الابتداء، والخبر لأنها يلزم الإتيان لها بخبر أبدا فصارت كالداخل على الابتداء والخبر من الأفعال، فجاز إضمار اسمها فيها، وإضمار الحديث فيها، ولا يجوز مثل ذلك فى «عسى» لأنها قد يستغنى عن الخبر إذا وقعت «أن» ، بعدها، ولأن خبرها لا يكون إلا «أن» وما بعدها