للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأبشر، قال: بماذا أبشر؟ فو الله إن قاتلت إلا عن أحساب قومى، ولولا ذلك ما قاتلت. فلما اشتدت عليه جراحته، أخذ سهما من كنانته، فقتل به نفسه.

وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق، فإنه لما كان يوم أحد، قال: يا معشر يهود، والله لو علمتم أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت.

قال: لا سبت لكم، فأخذ سيفه وعدته، وقال: إن أصبت فمالى لمحمد سيصنع فيه ما يشاء، ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل معه حتى قتل،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مخيريق خير يهود.

وكان عمرو بن الجموح رجلا أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد، يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، فلما كان يوم أحد، أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن بنى يريدون أن يحبسونى عن هذا الوجه، والخروج معك فيه، فو الله إنى لا أرجو أن أطأ بعرجتى هذه فى الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك.

فقال لبنيه: ما عليكم ألا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه، فقتل يوم أحد.

ووقعت عند بنت عتبة، والنسوة التى معها، يمثلن بالقتلى، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد عن الآذان والأنف، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها

<<  <  ج: ص:  >  >>