«وحاق بهم ما كانوا» : ما رفع ب «حاق» ، وهى وما بعدها مصدر، وفى الكلام حذف مضاف تقديره: وحاق بهم عقاب ما كانوا أي: عقاب استهزائهم، لأن الاستهزاء لا يحل عليهم يوم القيامة، وإنما يحل عليهم عقابه، وهو فى القرآن كثير، مثل قوله «فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا» ٤٠: ٤٥ أي: عقاب السيئات، ومثله:«وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ» ٤٠: ٩ أي: وقهم عقاب السيئات ومن تق عقاب السيئات يومئذ فقد رحمته، ومثله:«تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ» ٤٢: ٢٢ أي: عقابه واقع بهم، وليس السيئات يوم القيامة تحل بالكفار وتقع بهم: إنما يحل بهم عقابها.
٢٨- فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ «قربانا آلهة» : قربانا، مصدر وقيل: مفعول من أجله وقيل: هو مفعول ب «اتخذوا» ، و «آلهة» :
بدل منه.
«وذلك إفكهم وما كانوا» : ما، فى موضع رفع، على العطف على «إفكهم» . والإفك: الكذب فالتقدير:
وذلك كذبهم وافتراؤهم أي: الآلهة كذبهم وافتراؤهم.
ومن قرأ- إفكهم، جعله فعلا ماضيا، و «ما» : فى موضع رفع أيضا، عطف على «ذلك» .
وقيل: على المضمر المرفوع فى «إفكهم» ، وحسن ذلك التقدير بالمضمر الموصوف بينهما، فقام مقام التأكيد.
٣٣- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «بقادر على أن يحيى الموتى» : إنما دخلت الباء على أصل الكلام قبل دخول ألف الاستفهام على «لم» .
وقيل: دخلت لأن فى الكلام لفظ نفى، وهو «أو لم يروا أن الله» ، فحمل على اللفظ دون المعنى.
٣٤- وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ «ويوم» : انتصب على إضمار فعل تقديره: واذكر يا محمد يوم يعرض.
٣٥- ... لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ «بلاغ» : رفع على إضمار مبتدأ أي: ذلك بلاغ.