وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عبد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر.
وكان عبد الله أحب ولد عبد المطلب إليه، فلما أخذ صاحب القداح القداح ليضرب بها، قام عبد المطلب يدعو الله، ثم ضرب صاحب القداح، فخرج القدح على عبد الله فأخذه عبد المطلب بيده، وأخذ الشفرة، ثم أقبل به ليذبحه، فقامت إليه قريش فقالوا: ماذا تريد يا عبد المطلب؟ قال: أذبحه، فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، لئن فعلت هذا لا زال الرجل يأتى بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا، انطلق به إلى الحجاز، فإن به عرافة لها تابع، فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، إن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته.
فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها بخير، فركبوا حتى جاءوها فسألوها، وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه، وما أرادوا به، ونذره فيه، فقالت لهم: ارجعوا عنى اليوم حتى يأتينى تابعى فأسأله، فرجعوا من عندها، فلما خرجوا عنها قام عبد المطلب يدعو الله، ثم عدوا عليها، فقالت لهم: قد جاءنى الخبر، كم الدية فيكم؟ قالوا: عشرة من الإبل- وكانت كذلك- قالت: فارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم، وقربوا عشرة من الإبل، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه، فقد رضى ربكم ونجا صاحبكم.
فخرجوا حتى قدموا مكة، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر، قام