مؤمنا بكافر، فأدخل النار. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل نترفق به، ونحسن صحبته ما بقى معنا. وجعل بعد ذلك إذا حدث الحدث، كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب، حين بلغه ذلك من شأنهم: كيف ترى يا عمر، أما والله لو قتلته يوم قلت لى لأرعدت له آنف، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته. قال عمر:
قد والله علمت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمرى.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصاب من بنى المصطلق سبيا كثيرا، فقاسمه المسلمون، وكان فيمن أصيب يومئذ من السبابا، جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار. ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بنى المصطلق، ومعه جويرية بنت الحارث- وكان بذات الجيش- دفع جويرية إلى رجل من الأنصار وديعة، وأمره بالاحتفاظ بها، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأقبل أبوها الحارث بن أبى ضرار بفداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التى جاء بها للفداء، فرغب فى بعيرين منها، فغيبهما فى شعب من شعاب العقيق، ثم
أتى إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد، أصبتم ابنتى، وهذا فداؤها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق، فى شعب كذا وكذا؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، فو الله ما اطلع على ذلك إلا الله، فأسلم الحارث
، وأسلم معه ابنان له، وناس من قومه، وأرسل إلى البعيرين، فجاء بهما، فدفع الإبل إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ودفعت إليه ابنته جويرية، فأسلمت، وحسن إسلامها،