وبعد هذه الغزوة بنحو من شهرين خرج رسول الله إلى غزوة ذات الرقاع ليغزو قوما من غطفان كان قد بلغه عنهم أنهم جمعوا جموعا لمحاربته.
ثم كانت غزوة بدر الأخيرة، وقد كان أبو سفيان حدد موعدها بعد بدر الثانية، غير أنه خشى بأس المسلمين فلم ينهض إليهم.
ولمثل ما خرج إليه الرسول يوم ذات الرقاع كان خروجه إلى دومة الجندل- مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال وتبعد عن المدينة خمس عشرة ليلة- فلقد بلغ الرسول أن قوما يعسفون، وأنهم على أن يمتدوا بعسفهم إلى المدينة، فخرج إليهم فإذا هم يقرون، فعاد المسلمون وقد غنموا شيئا.
ولمثل هذا أيضا كان خروج الرسول إلى المريسيع.
واتفقت كلمة اليهود مع كلمة المشركين على أن يغزو محمدا فى المدينة مجتمعين، فكانت غزوة الخندق التى حفر فيها الرسول خندقا حول المدينة يحميها من هذا الهجوم، ولقد كتب فيها النصر للمسلمين وارتد المشركون عن المدينة مدحورين.
ولم يكن بد من أن يأخذ المسلمون اليهود بمناصرتهم لقريش فى غزوة الخندق، فما كاد المشركون يرتدون عن المدينة حتى خرج المسلمون لغزو بنى قريظة وإملاء شروطهم عليهم.
وكانت بعد هذه غزوات وسرايا، كان الخروج إليها لمثل تلك الأسباب التى مرت بك، إلى أن كان أمر الحديبية حين خرج رسول الله يريد مكة بعد ست سنوات من الهجرة وحيث كانت المصالحة بينه وبين قريش على أن يرجع عنهم عامهم هذا.