هؤلا ثم هؤلا كلا أعطي ت نوالا محذوة بمثال (أم) : الأم بإزاء الأب وهى الوالدة القريبة التي ولدته والبعيدة التي ولدت من ولدته. ولهذا قيل لحواء هى أمنا وإن كان بيننا وبينها وسائط. ويقال كل ما كان أصلا لوجود شىء أو تربيته أو إصلاحه أو مبدئه أم، قال الخليل:
كل شىء ضم إليه سائر ما يليه يسمى أما، قال تعالى: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ أي اللوح المحفوظ وذلك لكون العلوم كلها منسوبة إليه ومتوالدة منه. وقيل لمكة أم القرى وذلك لما
روى أن الدنيا دحيت من تحتها
، وقال تعالى: لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وأم النجوم المجرة قال:
حيث اهتدت أم النجوم الشوابك
وقيل أم الأضياف وأم المساكين، كقولهم أبو الأضياف ويقال للرئيس أم الجيش كقول الشاعر:
وأم عيال قد شهدت نفوسهم
وقيل لفاتحة الكتاب أم الكتاب لكونها مبدأ الكتاب، وقوله تعالى:
فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ أي مثواه النار فجعلها أما له، قال وهو نحو: مَأْواكُمُ النَّارُ وسمى اللَّه تعالى أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمهات المؤمنين فقال: وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ لما تقدم فى الأب وقال: ابْنَ أُمَ
وكذا قوله ويل أمه وكذا هوت أمه.
والأم قيل أصله أمهة لقولهم جمعا أمهات وأميهة وقيل أصله من المضاعف لقولهم أمات وأميمة. قال بعضهم أكثر ما يقال أمات فى البهائم ونحوها وأمهات فى الإنسان. والأمة كل جماعة يجمعهم أمر ما إما دين واحد أو زمان واحد أو مكان واحد، سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا وجمعها أمم. وقوله تعالى: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ أي كل نوع منها على طريقة قد سخرها اللَّه عليها بالطبع فهى من بين ناسجة كالعنكبوت وبانية كالسرفة ومدخرة كالنمل ومعتمدة على قوت وقته، كالعصفور والحمام إلى غير ذلك من الطبائع التي تخصص بها كل نوع، وقوله تعالى: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً أي صنفا واحدا وعلى طريقة واحدة فى الضلال والكفر وقوله تعالى: