فأدغمت المدة لكثرة الكلمة وهو فى الأصل صفة لقولهم فى مؤنثه أولى نحو أخرى. فالأول هو الذي يترتب عليه غيره ويستعمل على أوجه: أحدها: المتقدم بالزمان كقولك عبد الملك أولا ثم منصور. الثاني: المتقدم بالرياسة فى الشيء وكون غيره محتذيا به نحو الأمير أولا ثم الوزير. الثالث: المتقدم بالوضع والنسبة كقولك للخارج من العراق. القادسية أولا ثم فيد، وتقول للخارج من مكة: فيد أولا ثم القادسية. الرابع: المتقدم بالنظام الصناعى نحو أن يقال الأساس أولا ثم البناء. وإذا قيل فى صفة الله هو الأول فمعناه أنه الذي لم يسبقه فى الوجود شىء وإلى هذا يرجع قول من قال: هو الذي لا يحتاج إلى غيره، ومن قال هو المستغنى بنفسه، وقوله تعالى: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ- وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ فمعناه أنا المقتدى بي فى الإسلام والإيمان، وقال تعالى: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ أي لا تكونوا ممن يقتدى بكم فى الكفر. ويستعمل أول ظرفا فيبنى على الضم نحو:
جئتك أول، ويقال بمعنى قديم نحو: جئتك أولا وآخرا أي قديما وحديثا، وقوله تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى كلمة تهديد وتخويف يخاطب به من أشرف على هلاك فيحث به على التحرر، أو يخاطب به من نجا ذليلا منه فينهى عن مثله ثانيا.
وأكثر ما يستعمل مكررا وكأنه حث على تأمل ما يئول إليه أمره ليتنبه للتحرز منه.
(أيم) : الأيامى جمع الأيم وهى المرأة التي لا بعل لها، وقد قيل للرجل الذي لا زوج له، وذلك على طريق التشبيه بالمرأة فيمن لا غناء عنه لا على التحقيق، والمصدر الأئمة، وقد آم الرجل وآمت المرأة وتأيم وتأيمت وامرأة أيمة ورجل أيم والحرب مأيمة أي تفرق بين الزوج والزوجة، والأيم الحية.
(أين) : لفظ يبحث به عن المكان، كما أن متى يبحث به عن الزمان، والآن كل زمان مقدر بين زمانين ماض ومستقبل نحو: أنا الآن أفعل كذا، وخص الآن بالألف واللام المعرف بهما ولزماه، وافعل كذا آونة أي وقتا بعد وقت وهو من قولهم الآن، وقولهم هذا أوان ذلك أي زمانه المختص به وبفعله قال سيبويه رحمه اللَّه تعالى: يقال الآن آنك أي هذا الوقت وقتك، وآن يئون. قال أبو العباس رحمه الله: ليس من الأول وإنما هو فعل على حدته. والأين الإعياء يقال آن يئين أينا، وكذلك أنى يأنى أنيا إذا حان. وأما (بلغ إناه) فقد قيل