ما فى الآخرة دائما قال عزّ وجلّ: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى وقوله تعالى:
وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ أي ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال وقد فسر بأنها الصلوات الخمس وقيل هى سبحان اللَّه والحمد للَّه والصحيح أنها كل عبادة يقصد بها وجه اللَّه تعالى وعلى هذا قوله: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ وأضافها إلى اللَّه تعالى، وقوله تعالى: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ أي جماعة باقية أو فعلة لهم باقية، وقيل معناه بقية قال وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل وما هو على بناء مفعول والأول أصح.
(بكت) : بكة هى مكة عن مجاهد وجعله نحو سبد رأسه وسمده، وضربة لازب ولازم فى كون الباء بدلا من الميم، قال عزّ وجلّ: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وقيل بطن مكة وقيل هى اسم المسجد وقيل هى البيت. وقيل هى حيث الطواف وسمى بذلك من التباك أي الازدحام لأن الناس يزدحمون فيه للطواف، وقيل سميت مكة بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم.
(بكر) : أصل الكلمة هى البكرة التي هى أول النهار فاشتق من لفظه الفعل فقيل بكر فلان بكورا إذا خرج بكرة والبكور المبالغ فى البكور وبكر فى حاجة وابتكر وباكر مباكرة، وتصور منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات النهار فقيل لكل متعجل فى أمر بكر، قال الشاعر:
بكرت تلومك بعد وهن فى الندى ... بسل عليك ملامتى وعتابى
وسمى أول الولد بكرا وكذلك أبواه فى ولادته إياه تعظيما له نحو بيت اللَّه وقيل أشار إلى ثوابه وما أعد لصالحى عباده مما لا يلحقه الفناء وهو المشار إليه بقوله تعالى: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ قال الشاعر:
يا بكر بكرين ويا خلب الكبد
فبكر فى قوله تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ هى التي لم تلد وسميت التي لم تفتض بكرا اعتبارا بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء وجمع البكر أبكار قال تعالى: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً والبكرة المحالة الصغيرة لتصور السرعة فيها.