والظلم ماء الأسنان، قال الخليل: لقيته أدنى ظلم أو ذى ظلمة، أي أول شىء سد بصرك، قال: ولا يشتق منه فعل، ولقيته أدنى ظلم كذلك.
(ظمأ) : الظمء ما بين الشربتين، والظمأ العطش الذي يعرض من ذلك، يقال ظمىء يظمأ فهو ظمآن، قال: لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى وقال: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً.
(ظن) : الظن اسم لما يحصل عن أمارة ومتى قويت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت جدا لم يتجاوز حد التوهم، ومتى قوى أو تصور تصور القوى استعمل معه أن المشددة وأن المخففة منها. ومتى ضعف استعمل أن وإن المختصة بالمعدومين من القول والفعل، فقوله: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وكذا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ فمن اليقين وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ وقوله: أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ وهو نهاية فى ذمهم. ومعناه ألا يكون منهم ظن لذلك تنبيها أن أمارات البعث ظاهرة. وقوله: وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها تنبيها أنهم صاروا فى حكم العالمين لفرط طمعهم وأملهم وقوله: وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ أي علم والفتنة هاهنا، كقوله: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً، وقوله: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فقد قيل الأولى أن يكون من الظن الذي هو التوهم، أي ظن أن لن نضيق عليه وقوله: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ فإنه استعمل فيه أن المستعمل مع الظن الذي هو للعلم تنبيها أنهم اعتقدوا ذلك اعتقادهم للشىء المتيقن وإن لم يكن ذلك متيقنا، وقوله: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ أي يظنون أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لم يصدقهم فيما أخبرهم به كما ظن الجاهلية تنبيها أن هؤلاء المنافقين هم فى حيز الكفار، وقوله: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ أي اعتقدوا اعتقادا كانوا منه فى حكم المتيقنين، وعلى هذا قوله: وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ- وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ وقوله: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ هو مفسر بما بعده وهو قوله: بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ- إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا والظن فى كثير من الأمور مذموم ولذلك: وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا- إِنَّ الظَّنَّ- وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ وقرىء:(وما هو على الغيب بظنين) أي بمتهم.