وبعير عرضة للسفر أي يجعل معرضا له، وأعرض أظهر عرضه أي ناحيته. فإذا قيل أعرض لى كذا أي بدا عرضه فأمكن تناوله، وإذا قيل أعرض عنى فمعناه ولى مبديا عرضه قال: ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها- فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ- وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ- وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي- وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ وربما حذف عَنْ استغناء عنه نحو: إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ- ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ- فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ وقوله: وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ فقد قيل هو العرض الذي خلاف الطول، وتصور ذلك على أحد وجوه: إما أن يريد به أن يكون عرضها فى النشأة الآخرة كعرض السموات والأرض فى النشأة الأولى وذلك أنه قد قال: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ولا يمتنع أن تكون السموات والأرض فى النشأة الآخرة أكبر مما هى الآن. وروى أن يهوديا سأل عمر رضى اللَّه عنه عن هذه الآية فقال: فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وقيل يعنى بعرضها سعتها لا من حيث المساحة ولكن من حيث المسرة كما يقال فى ضده: الدنيا على فلان حلقة خاتم وكفة حابل، وسعة هذه الدار كسعة الأرض، وقيل العرض هاهنا من عرض البيع من قولهم: بيع كذا بعرض إذا بيع بسلعة فمعنى عرضها أي بدلها وعوضها كقولك عرض هذا الثوب كذا وكذا والعرض ما لا يكون له ثبات ومنه استعار المتكلمون العرض لما لا ثبات له إلا بالجوهر كاللون والطعم، وقيل الدنيا عرض حاضر تنبيها أن لا ثبات لها، قال تعالى: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وقال: يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى - وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ وقوله: لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً أي مطلبا سهلا. ولتعريض كلام له وجهان من صدق وكذب أو ظاهر وباطن. قال: وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ قيل هو أن يقول لها أنت جميلة ومرغوب فيك ونحو ذلك.
(عرف) : المعرفة والعرفان إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره وهو أخص من العلم ويضاده الإنكار، ويقال فلان يعرف اللَّه ولا يقال يعلم اللَّه متعديا إلى مفعول واحد لما كانت معرفة البشر للَّه هى بتدبر آثاره دون إدراك ذاته، ويقال اللَّه يعلم كذا ولا يقال يعرف كذا، لما كانت المعرفة تستعمل فى العلم القاصر المتوصل به بتفكر، وأصله من عرفت أي أصبت عرفه أي رائحته، أو من أصبت عرفه أي خده، يقال عرفت كذا، قال تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا- فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ- فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ- يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ