للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فرض) : الفرض قطع الشيء الصلب والتأثير فيه كفرض الحديد وفرض الزند والقوس والمفراض والمفرض ما يقطع به الحديد، وفرضة الماء مقسمة. قال تعالى: لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً أي معلوما وقيل مقطوعا عنهم والفرض كالإيجاب لكن الإيجاب يقال اعتبارا بوقوعه وثباته، والفرض بقطع الحكم فيه. قال تعالى: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها أي أوجبنا العمل بها عليك، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ أي أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النفقة فرض. وكل موضع ورد فرض اللَّه عليه ففى الإيجاب الذي أدخله اللَّه فيه وما ورد من فَرَضَ اللَّهُ لَهُ فهو فى أن لا يحظره على نفسه نحو قوله تعالى: ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ وقوله: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وقوله تعالى:

وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً أي سميتم لهن مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال فرض له فى العطاء وبهذا النظر، ومن هذا الغرض قيل للعطية فرض وللدين فرض، وفرائض اللَّه تعالى ما فرض لأربابها، ورجل فارض وفرضى بصير بحكم الفرائض قال تعالى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ إلى قوله تعالى:

فِي الْحَجِّ أي من عين على نفسه إقامة الحج، وإضافة فرض الحج إلى الإنسان دلالة أنه هو معين الوقت، ويقال لما أخذ فى الصدقة فريضة، قال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ إلى قوله تعالى: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وعلى هذا ما روى أن أبا بكر الصديق رضى اللَّه عنه كتب إلى بعض عماله كتابا وكتب فيه: هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على المسلمين. والفارض المسن من البقر، قال تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ وقيل إنما سمى فارضا لكونه فارضا للأرض أي قاطعا أو فارضا لما يحمل من الأعمال الشاقة، وقيل: بل لأن فريضة البقر اثنان تبيع ومسنة، فالتبيع يجوز فى حال دون حال، والمسنة يصح بذلها فى كل حال فسميت المسنة فارضة لذلك، فعلى هذا يكون الفارض اسما إسلاميّا.

(فرط) : فرط إذا تقدم تقدما بالقصد يفرط، ومنه الفارط إلى الماء أي المتقدم لإصلاح الدلو، يقال فارط وفرط، ومنه قوله عليه السلام: «أنا فرطكم على الحوض» وقيل فى الولد الصغير إذا مات اللهم اجعله لنا فرطا، وقوله تعالى:

أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أي يتقدم، وفرس فرط يسبق الخيل، والإفراط أن يسرف فى التقدم، والتفريط أن يقصر فى الفرط، يقال ما فرطت فى كذا أي ما قصرت،

<<  <  ج: ص:  >  >>