(فوق) : فوق يستعمل فى الزمان والمكان والجسم والعدد والمنزلة وذلك أضرب، الأول باعتبار العلو نحو قوله تعالى: وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ- مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ- وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها ويقابله تحت قال تعالى: قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ الثاني: باعتبار الصعود والحدور نحو قوله: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ الثالث: يقال فى العدد نحو قوله تعالى: فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ الرابع: فى الكبر والصغر مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها قيل أشار بقوله تعالى: فَما فَوْقَها إلى العنكبوت المذكور فى الآية، وقيل معناه ما فوقها فى الصغر ومن قال أراد ما دونها فإنما قصد هذا المعنى، وتصور بعض أهل اللغة أنه يعنى أن فوق يستعمل بمعنى دون فأخرج ذلك فى جملة ما صنفه من الأضداد، وهذا توهم منه الخامس: باعتبار الفضيلة الدنيوية نحو قوله تعالى:
وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ أو الأخروية: وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ- فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا السادس: باعتبار القهر والغلبة نحو قوله تعالى: وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وقوله عن فرعون: وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ ومن فوق، قيل فاق فلان غيره يفوق إذا علاه وذلك من فوق المستعمل فى الفضيلة، ومن فوق يشتق فوق السهم وسهم أفوق انكسر فوقه، والإفاقة رجوع الفهم إلى الإنسان بعد السكر أو الجنون والقوة بعد المرض، والإفاقة فى الحلب رجوع الدر وكل درة بعد الرجوع يقال لها فيقة، والفواق ما بين الحلبتين. وقوله: ما لَها مِنْ فَواقٍ أي من راحة ترجع إليها، وقيل ما لها من رجوع إلى الدنيا. قال أبو عبيدة: من قرأ: مِنْ فَواقٍ بالضم فهو من فواق الناقة أي ما بين الحلبتين، وقيل هما واحد نحو جمام وجمام، وقيل استفق ناقتك أي اتركها حتى يفوق لبنها، وفوق فصيلك أي اسقه ساعة بعد ساعة، وظل يتفوق المحض، قال الشاعر:
حتى إذا فيقة فى ضرعها اجتمعت
(فيل) : الفيل معروف جمع فيلة وفيول قال تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ورجل فيل الرأى وفال الرأى أي ضعيفه، والمفايلة لعبة يخبئون شيئا فى التراب ويقسمونه ويقولون فى أيها هو، والفائل عرق فى خربة الورك أو لحم عليها.