للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك إذا أمن وخالف الشيطان كقوله: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ وأكفره إكفارا حكم بكفره، وقد يعبر عن التبري بالكفر نحو: يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ الآية وقوله تعالى: إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ وقوله: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ قيل عنى بالكفار الزراع، لأنهم يغطون البذر فى التراب ستر الكفار حق اللَّه تعالى بدلالة قوله تعالى: يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ولآن الكافر لا اختصاص له بذلك وقيل بلى عنى الكفار، وخصهم بكونهم معجبين بالدنيا وزخارفها وراكنين إليها. والكفارة ما يغطى الإثم ومنه كفارة اليمين نحو قوله: ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وكذلك كفارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظهار قال: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ والتكفير ستره وتغطيته حتى يصبر بمنزلة ما لم يعمل ويصح أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران نحو التمريض فى كونه إزالة للمرض وتقذية العين فى إزالة القذى عنه، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ- نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ وقيل صغار الحسنات لا تكفر كبار السيئات، وقال تعالى:

لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ- لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا ويقال: كفرت الشمس النجوم سترتها ويقال الكافر للحساب الذي يغطى الشمس والليل، قال الشاعر:

ألقت ذكاء يمينها فى كافر

وتكفر فى السلاح أي تغطى فيه، والكافور أكمام الثمرة أي التي تكفر الثمرة، قال الشاعر:

كالكرم إذ نادى من الكافور

والكافور الذي هو من الطيب، قال تعالى: كانَ مِزاجُها كافُوراً.

(كفل) : الكفالة الضمان، تقول تكفلت بكذا وكفلته فلانا وقرىء:

وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا أي كفلها اللَّه تعالى، ومن خفف جعل الفعل لزكريا، المعنى تضمنها، قال تعالى: وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا، والكفيل الحظ الذي فيه الكفاية كأنه تكفل بأمره نحو قوله تعالى: فَقالَ أَكْفِلْنِيها أي

<<  <  ج: ص:  >  >>