التأويل.
وأما ما لم يرد فيه نقل فهو قليل وطريق التوصل إلى فهمه النظر إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها واستعمالها بحسب السياق.
وأما كلام الصوفية فى القرآن فليس بتفسير.
قال النسفي فى عقائده: النصوص على ظاهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحاد.
قال التفتازانيّ فى شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادّعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان باطنية لا يعرفها إلا المعلم، وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية.
قال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان.
وعن الحسن قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حدّ، ولكل حدّ مطلع»
وعن عبد الرحمن بن عوف: «القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العباد» .
وعن ابن مسعود: إن هذا القرآن ليس منه حرف إلا له حدّ، ولكل حدّ مطلع.
وقيل: اما الظهر والبطن ففى معناه أوجه:
أحدها: أنك إذا بحثت عن باطنها وقسته على ظاهرها وقفت على معناها.
والثاني: أن ما من آية إلا عمل بها قوم ولها قوم سيعلمون بها.
الثالث: أن ظاهرها لفظها وباطنها تأويلها.
الرابع: أن القصص التي قصها الله تعالى عن الأمم الماضية وما عاقبهم به ظاهرها الإخبار بهلاك الأولين إنما هو حديث حدّث به عن قوم، وباطنها وعظ الآخرين وتحذيرهم أن يفعلوا كفعلهم فيحل بهم مثل ما حلّ بهم.
وقيل: إن ظهرها ما ظهر من معانيها لأهل العلم بالظاهر، وبطنها ما تضمنته من الأسرار التي أطلع الله عليها أرباب الحقائق.
ومعنى قوله: «ولكل حرف حدّ» أي منتهى فيما أراد الله من معناه.
وقيل: لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب.
ومعنى قوله: «ولكل حدّ مطلع» : الكل غامض من المعاني والأحكام مطلع يتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد به.