يتطلعون فيرون عليّا على الفراش متسجيا يبرد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائما، عليه برده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام على رضى الله عنه عن الفراش، فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذى حدثنا.
وكان أبو بكر رضى الله عنه رجلا ذا مال، فكان حين استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الهجرة،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحبا
، قد طمع بأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يعنى نفسه، حين قال له ذلك، فابتاع راحلتين، فاحتبسهما فى داره، يعلفهما إعدادا لذلك.
تقول عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطئ أن يأتى بيت أبى أحد طرفى النهار إما بكرة وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذى أذن فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الهجرة، والخروج من مكة بين ظهرى قومه، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فى ساعة كان لا يأتى فيها. فلما رآه أبو بكر، قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لأمر حدث.
فلما دخل صلى الله عليه وسلم تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس عند أبى بكر إلا أنا وأختى أسماء بنت أبى بكر، فقال، رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج عنى من عندك،