٩) الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الأَعْوَرُ، أَبُو زُهَيْرٍ الْكُوفِيُّ.
روى عن: علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود - رضي الله عنهم -، وغيرهم.
روى عنه: أبو إسحاق السبيعي، وعامر الشعبي، وعطاء، وآخرون.
حاله: الحارث هذا مُخْتَلَف فيه بين التوثيق، والتضعيف، والتكذيب، كالآتي:
- فقال ابن معين، والنَّسائي - بإحدى الروايات عنهما -: ليس به بأس، وقال أيضًا: ثِقَةٌ. وتَعَقَّبه عثمان ابن سعيد الدَّارميُّ، فقال: لا يُتابع ابن معين على توْثيقه للحارث. وقال أحمد بن صالح: ثِقَةٌ، ما أحفظه، وأحسن ما روى عن عليّ؛ فقيل له: كذَّبه الشَّعبي! فقال: لم يكن يكذب في الحديث، إنما كذبه في رأيه.
- وقال ابن معين، وأبو زرعة، والترمذي، والنسائي، والدارقطني: ضَعيفٌ. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ولا يُحْتَجُّ بحديثه. وقال ابن حبان: غاليا في التَّشَيُّعِ، واهيًا في الحديث. وقال ابن سعد: له قول سوءٍ، وهو ضَعِيْفٌ في روايته. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه عن علي غير محفوظ. وقال بُنْدار: أخذ يحيى … وعبد الرحمن العِلْمَ - أي الحديث - من يدي فضرب على نحو أربعين حديثًا من حديث الحارث عن عليّ.
وكان ابن مَعين، وابن مَهْدي لا يُحدّثان عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، وكان يحيى يُحَدِّثُ عن الحارث من حديث عبد الله بن مُرَّة، والشَّعبي، وغيرهم.
- وكَذَّبه: ابن المَديني، وأبو خيثمة. وقال الشعبي: أشهد أنه أحد الكَذَّابين.
قلتُ: وتفصيل ما سبق على النحو التالي:
- أمَّا رَمْيُهُ بالكذب، فمردودٌ؛ لِعِدَّة أمور:
أ أنَّه وصفٌ مُجْمَلٌ، فلم يبينوا لنا أين كذبه - كما قال ابن عبد البر رحمه الله -.
ب أن وصفه بالكذب محمولٌ على الكذب في رأيه. قال ابن حبان: كان غاليا في التشيع. وقال ابن عبد البر: إنما نُقِم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره.
قلتُ: قال الذهبي: من أوعية العلم، ومن الشيعة الأُوَل. فقول الذهبي "من الشيعة الأُوَل" يدل على أنه لم يعتقد ما يعتقده الروافض مِنْ البُغض أو التكفير لأحد من الصحابة، ولكن تفضيله لعليٍّ على غيره فقط.