للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مصاحبًا للدولة فقَلَّ مَنْ كتب عنه. قلتُ: وعليه فقد قَلَّ مَنْ كتب عنه بسبب مصاحبته للدولة، ولعلَّ هذا - والله أعلم- هو سبب سكوت البخاري، وابن أبي حاتم عنه. فالحاصل: أنَّه "ثقة"، قَلَّ من كتب عنه. (١)

٣) شَبِيْبُ بن شَيْبَة بن عبد الله بن عَمرو، أبو معمر البصري الخطيب، مِنْ فُصَحَاء النَّاس في زمانه.

روى عن: الحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم.

روى عنه: محمد بن سعيد بن أبان، وأبو معاوية محمد بن حازم الضرير، وجُبارة بن المُغَلّس، وغيرهم.

حاله: قال يحيى بن معين، وأبو محمد الإشبيلي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال ابن حبَّان: كان يَهِم في الأخبار، ويُخطئ إذا روى غير الأشعار، لا يُحتج بما انفرد به من الأخبار ولا يُشتغل بما لم يُتابع عليه من الآثار. وقال ابن عدي: أرجو أنَّه لا يتعمَّد الكذب؛ بل لعله يَهِمُ في بعض أحاديثه. وقال النسائي، والدَّارقطني: ضعيفٌ. وقال الذهبي: ضعَّفوه في الحديث. وقال ابن حجر: أخباري صدوقٌ، يَهِمُ في الحديث. والحاصل: أنَّه "ضعيف، يُعتبر به". (٢)

٤) الحسن بن أبي الحسن، واسمه يَسَار، أبو سعيد البصري، وأُمُّهُ خَيْرَة مَوْلاة أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -.

روى عن: أبي بِكْرَة نُفيع بن الحارث، وأنس بن مالك، وابن عُمر - رضي الله عنهم -، وغيرهم.

روى عنه: شَبِيْبُ بن شيبة، والشعبيُّ، وشُعبة، وخلقٌ كثير.

حاله: قال العِجْليُّ: ثِقَةٌ، رجلٌ صالحٌ، صاحبُ سُنة. وقال ابن سعد: ثِقَةٌ، فقيهٌ، مأمونٌ، عابدٌ، ناسكٌ، عالمٌ، فصيحٌ. وقال الذهبي: كان كبير الشأن، رفيع الذكر، رأسًا في العلم والعمل. وقال ابن حجر: ثِقَةٌ، فَقِيهٌ، فَاضِلٌ مشهورٌ، وكان يُرسل كثيرًا، ويُدلّس.

وكان أنس بن مالك - رضي الله عنه - إذا سُئِل عن مسألةٍ فيقول: سَلُوا مولانا الحسن فإنه سَمِع وسَمِعْنا، فحَفِظ ونَسِينا. وقال أبو موسى الأشعري: والله لقد أدركتُ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أحدًا أشبه بأصحاب محمد من الحسن. وقال حُمَيد الطويل: رأينا الفقهاء، فما رأينا أحدًا أكمل مروءةً من الحسن. وقال قتادة: كان الحسن من أَعْلم الناس بالحلال والحرام. وقال أيُّوب: ما رأت عَيْنايَ رجلًا قط كان أفقه من الحسن.

• وَصْفُهُ بالتدليس: قال ابن حبَّان في "الثقات": كان يُدَلِّس. وذكره النسائي، والدَّارقطني في المدلسين. وقال العلائي: كثير التدليس والإرسال؛ وذكره في المرتبة الثالثة. وَوَصَفَه الحافظ ابن حجر بالتدليس، وذكره في "طبقات المدلّسين"، و"النكت على ابن الصلاح" في المرتبة الثانية - وهم مَنْ احتمل الأئمة تدليسهم، وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى -.

قلتُ: وبيان ذلك، والجواب عنه كالآتي:

أ أمَّا وصف ابن حبَّان له بالتدليس فقد أجاب عنه د/حاتم العوني؛ فقال ما ملخصه:


(١) "التاريخ الكبير" ١/ ٩٢، "الجرح والتعديل" ٧/ ٢٦٤، "الثقات" ٧/ ٤٢٦، "تاريخ بغداد" ٣/ ٢٣٥، "تاريخ الإسلام" ٤/ ١١٩٥.
(٢) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٤/ ٣٥٨، "المجروحين" ١/ ٣٦٣، "الكامل" لابن عدي ٥/ ٤٩، "تاريخ بغداد" ١٠/ ٣٧٧، "تاريخ دمشق" ٧٣/ ١٢٠، "الكاشف" ١/ ٤٧٩، "الميزان" ٢/ ٢٦٢، "تهذيب التهذيب" ٤/ ٣٠٧، "التقريب" (٢٧٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>