للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عُييْنة: حدثنا أبو الزُّبير، وهو أبو الزُّبير. قال ابن أبي حاتم: كأنَّه يُضَعِّفه. وقال الشافعي: أبو الزُّبير يحتاج إلى دِعامة. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، ولا يُحتجُّ به، وهو أَحَبُّ إليّ من أبي سفيان - يعني طلحة بن نافع (١) -. وقال أبو زُرعة: روى عنه الناس. قيل له: يُحتجّ بحديثه؟ قال: إنما يُحتجّ بأحاديث الثقات.

• ذِكْر مَنْ تَوَسَّطَ في أمره: قال يعقوب بن شَيْبة: ثقةٌ صدوق، وإلى الضَّعف ما هو. وقال الذهبي في "المُغني"، وفي "تذكرة الحفاظ": صدوقٌ، مكثرٌ، مشهورٌ. وقال ابن حجر: صَدُوقٌ.

• وَصْفُهُ بالتدليس، وتَقْييد ذلك بروايته عن جابر، من غير رواية الليث عنه:

- وصفه به أبو حاتم الرازي، فقال - في ترجمة سُليمان بن قيْس اليَشْكُري -: جَالَسَ سُليمانُ جابراً، فسمع منه، وكتب عنه صحيفة، فتُوُفي، وبقيت الصحيفة عند امرأته، فروى أبو الزُّبير، وأبو سُفيان، والشعبي عن جابر، وهم قد سمعوا من جابر، وأكْثَره من الصحيفة. (٢) وقال النسائي: إذا قال سمِعْتُ جابرًا، فهو صحيح، وكان يدلّس. (٣) وقال ابن القطّان: أبو الزُّبير يُدلّس، ولا يُتوقّف فيما ذكر فيه سماعه، أو كان من رواية الليث عنه، ولو كان مُعَنْعَنًا. (٤) وقال الذهبي في "الكاشف": كان مدلِّسًا، واسع العلم. وقال في "المغني" و"الميزان": أبو محمد بن حزم يَرُدُّ من حديث أبي الزّبير ما يقول فيه عن جابر، ونحوه، لأنه عندهم ممن يدلّس، فإذا قال: سمعتُ، وأخبرنا احتُجَّ به. ويَحتجّ به ابن حزم إذا قال (عن) مِمَّا رواه الليث بن سعد خاصة، ثم ذكر القصة المشهورة عن الليث بن سعد في مراجعته لأبي الزّبير، وطَلَبِهِ منه أن يُعَلّم له على ما سمعه من جابر خاصة. (٥)

وذكره أبو زُرعة العراقي، والعلائي، وبرهان الدين ابن العجمي، وابن حجر، في المدلِّسين. وقال ابن حجر في "النكت": وكذا ما كان من رواية الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، فإنه مما لم يدلس فيه أبو الزبير للقصة المشهورة. وذكره العلائي، وابن حجر في المرتبة الثالثة من


(١) هو طلحة بن نافع القُرَشي، قال أحمد، والنسائي: ليس به بأس. وقال الذهبي في "مَنْ تُكُلم فيه وهو مُوَثّق" (ص/٢٧٢): ثقة. وفي "الميزان" ٢/ ٣٤٢: احتجّ به مسلم، وأخرج له البخاري مقرونا بغيره. وقال ابن حجر في "التقريب" (٣٠٣٥): صدوقٌ. بينما قال ابن معين: لا شيء. وقال ابن المديني: كانوا يُضَعِّفونه في حديثه. قلتُ: فقوْلُ ابن معين، وأحمد، وأبو حاتم في أبي الزُّبير "أنَّه أحبّ إليهم من طلحة بن نافع"، لعلَّ مرادهم منه: أنَّه أحبّ إليهم من طلحة في روايته عن جابر، ويدلُّ على ذلك:
ما قاله النسائي في "الكبرى" (٢١١٢): وأبو الزُّبير أحبّ إلينا في جابر من أبي سُفيان - يعني طلحة بن نافع -. والله أعلم.
(٢) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٤/ ١٣٦.
(٣) يُنظر: "السنن الكبرى" حديث رقم (٢١١٢). ويُنظر أيضاً: "المدلّسين" للنسائي (ص/١٢٣)، رقم الترجمة (١٥)، - طُبع ضمن كتاب "تسمية مشايخ النسائي الذين سمِع منهم" باعتناء د/ حاتم بن عارف العَوْني -.
(٤) يُنظر: "الوهم والإيهام" (٤/ ٣٢٢).
(٥) قلتُ: وهذه القصة تدلّ على أنَّ العلماء قديمًا كانوا يتوقّفون، ويترددون في رواية أبي الزُّبير عن جابر، حتى الراوي عنه، وهو الليث بن سعد، توقف في أمره لذا رجع إليه، وسأله. وفيها أيضًا دليل على أنَّ تدليسه خاصٌّ بروايته عن جابر - بسبب روايته وِجادَةً من صحيفة اليَشْكُري -، وليس في كل شيوخه، لذا سأله الليث عن روايته عن جابر خاصة. وعليْه فأمر تدليسه معروفٌ للرواة عنه، بل ولأهل العلم المتقدّمين، وليس الأمر خاصًا بالمتأخرين فحسب، كما يقول البعض، غفر الله لنا ولهم ..

<<  <  ج: ص:  >  >>