للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١٠٦٢ و ٢٢٤٣)، مِنْ طريق أحمد بن عُبَيْدِ اللَّهِ بن الحَسَنِ العَنْبَرِيّ، قال: وَجَدْتُ في كتاب أبي: ثنا عَبْدُ المَلِكِ بن أبي سليمان العَرْزَمِيُّ، عن عطاء بن أبي رَبَاحٍ، عن جَابِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ، بنحوه.

وقال البيهقي - بعد أن أخرج الحديث عن عامر بن ربيعة، وجابر بن عبد الله -: ولم نَعْلَمْ لهذا الحديث إِسْنَادًا صَحِيحًا قَوِيًّا؛ وذلك لأنَّ عاصم بن عُبَيْدِ اللهِ بن عُمَرَ، ومحمد بن عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَمِيّ، ومحمد بن سَالِمٍ الكُوفِيّ كُلُّهُمْ ضُعَفَاءُ، والطريقُ إلى عبد المَلِكِ العَرْزَمِيِّ غير واضحٍ لِمَا فيه مِنَ الوجادة وغيرها، وفي حديثه أيضا نُزُولُ الآيَةِ في ذلك، وصحيحٌ عن عَبْدِ المَلِكِ بن أبي سُلَيْمَانَ العَرْزَمِيِّ، عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ، عن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ بن الخَطَّابِ أنَّ الآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ في التَّطَوُّعِ خاصَّةً حيث تَوَجَّهَ بِكَ بَعِيرُكَ.

وقال ابن القَطَّان: علته الانْقِطَاع فيما بين أحمد بن عُبَيْد الله بن الحسن العَنْبَريّ، وأبيه، والجهل بحال أحمد المذكور، وما مس به أيضا عُبَيْد الله العَنْبَريّ من المَذْهَب، على ما ذكر ابن أبي خَيْثَمَة وَغَيره. (١)

قلتُ: والحديث بهذا الوجه جيدٌ، لولا أنَّه مُخالف لما صَحَّ عن عبد الملك بن أبي سُلَيْمان العَرْزَميّ - كما سيأتي بيانه -، وهذا هو ما أشار إليه البيهقي في كلامه السابق قريبًا.

ت وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٢٢٣٥/ ٣)، مِنْ طريق موسى بن مَرْوان الرَّقيّ، قال: ثنا مُحَمَّدُ بن يَزِيدَ الوَاسِطِيُّ؛ وأخرجه البيهقي أيضًا برقم (٢٢٤٢)، مِنْ طريق الحارث بن نَبْهَان؛ كلاهما (الواسطي، والحارث) عن محمد بن عُبَيْدِ اللهِ العَرْزَميّ، عن عطاءِ بن أبي رَبَاحٍ، عن جَابِرِ بن عَبْدِ اللهِ، فذكره بمعناه.

قلتُ: وفيه محمد بن عُبيد الله بن أبي سُلَيْمان العَرْزَميّ، والحارث بن نَبْهَان كلاهما "متروك الحديث". (٢)

وسُئل الدَّارقطني عن هذا الحديث، فقال: يرويه مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛ فَرَوَاهُ داود بن عمرو، عن محمد بن يزيد، عن محمد بن سالم، عن عطاء، عن جابر، وغيره يرويه عن محمد بن يزيد، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عطاء، عن جابر، وكلاهما ضعيفان. (٣)

ث وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" - كما في "التفسير مِنْ سنن سعيد بن منصور" (٢١٠) قال: نا إسماعيلُ بن عَيَّاشٍ، قال: حدَّثني حَجَّاجُ بن أرطاة الكوفي، عن عَطَاءٍ، أَنَّ قَوْمًا عُمِّيَتْ عَلَيْهِمُ الْقِبْلَةُ، فَصَلَّى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ إِلَى نَاحِيَةٍ، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (٤).

قلتُ: وفيه إسماعيل بن عَيَّاش "صَدُوقٌ في روايته عن الشاميين، مُخَلِّطٌ في غيرهم" (٥)، وهذا مِنْ روايته عن الحَجَّاج وهو كوفي. والحَجَّاج بن أرطاة، قال فيه أبو حاتم: صدوقٌ يُدَلِّس عن الضعفاء، يُكتب حديثه،


(١) يُنظر: "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٣٥٩).
(٢) يُنظر: "التقريب" (١٠٥١ و ٦١٠٨).
(٣) يُنظر: "العلل" للدَّارقطني (١٣/ ٣٨٤/مسألة ٣٢٧٦).
(٤) سورة "البقرة"، آية (١١٥).
(٥) تَقَدَّم في الحديث رقم (٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>