للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من أهل الصدق، إلا أنّه لمَّا عَدِمَ كُتُبه كان يحمل على حفظه، فيغلط، ويُشتبه عليه، ولا يتعمّد الكذب، ثم نقل قول البخاري: يوسف دفن كتبه، فكان لا يجيء حديثه بعد كما ينبغي. وقال صدقة: دَفَنَ يوسف كتبه، فكان بَعْدُ تنقلب عليه فلا يجيء به كما ينبغي، فاضطرب في حديثه. ا. هـ.

- وقال أبو نعيم: تفرَّد به يوسف بن أسباط، عن الثوري.

- وقال الخليلي: غريبٌ؛ تفرّد به يوسف بن أسباط، عن الثوري، وإذا رُويَ عن ابن المُنْكدر حديثٌ منْكر؛ فيكون الحَمْلُ على مَنْ يَرْوي عنه من الضعفاء، وقيل: إنّ هذا الحديث اشتبه عليْه، وإنّما هو: سفيان، عن أبي مالك الأشجعي، عن رُبعي، عن حذيفة، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ". (١)

- وقال الدارقطني: ورواه الثوري، وهو غريبٌ من حديثه عنه، تفرّد به يوسف بن أسباط عنه.

- وقال ابن الجوْزي: هذا حديثٌ لا يصحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنّما يُعْرف بالمسيّب بن واضح. (٢)

قلتُ: فاتَفَقَتْ كلمتهم على إنكاره من حديث الثوري، وأنَّه قد تفرّد به عنه يوسف بن أسباط، فأَتَى عن الثوري بما لمْ يأتِ به أحدٌ من أصحابه، وأنّ الحديث معروفٌ بالمُسَيِّب بن واضح، وقد سرقه جماعةُ من الضعفاء، فرووْهُ عن يوسف - وسيأتي في الفقرة القادمة إن شاء الله - عز وجل -.

• وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٨٧)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (٢/ ٩)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٨/ ٦٠٠)، وابن الجوزي في "العلل" (١٢١٥/ ٢). كلهم من طريق الحُسين (٣) بن عبد الرحمن بن عبَّاد الفَزاري - المعروف بالاحتياطي -، عن يوسف بن أسباط، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المُنْكدر، به.

وقال ابن عديّ: الحديث حديث المسيّب بن واضح، سرقه منه الاحتياطي هذا، وغيره، والحسين هذا يسرق الحديث عن الثقات، وله من الحديث غير ما ذَكَرتُ، وحديثه لا يشبه حديث أهل الصدق.

• وأَوْرده الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٦/ ١٠٢) - في ترجمة عبد الله بن خُبَيق الأنطاكي -، وقال: روى عبد الله بن خُبَيق، عن يوسف بن أسباط، عن الثوري، عن ابن المُنْكدر، عن جابر، مرفوعًا: "مُداراة الناس صدقة"، وقال: قال الطبراني: لم يَرْوه عن الثوري إلا يوسف، تفرّد به: ابن خُبَيق.


(١) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٢٣٣)، وأبو داود في "سننه" (٤٩٤٧) ك/الأدب، ب/ في المعونة للمسلم، وغيرهما من طريق سفيان الثوري، عن أبي مالك الأشجعي، به، والحديث في "صحيح مسلم" (١٠٠٥/ ١ - ٢) ك/ الزكاة، ب/ بيان أنّ اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، من طريقين، عن أبي مالك الأشجعي، به.
(٢) والمُسَيَّب بن واضح قال فيه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (٨/ ٢٩٤): صدوقٌ كان يُخطئ كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل. وقال ابن حبان في "الثقات" (٩/ ٢٠٤): كان يُخطئ. وقال الدارقطني: "ضعيف" كما في "الميزان" (٤/ ١١٧).
(٣) في المطبوع من "الكامل": "الحسن بن عبد الرحمن"، وفي باقي مصادر التخريج، ومصادر ترجمته: "الحسين بن عبد الرحمن"، والجميع متفق على نَسَبه وأنه المعروف بالاحتياطي، وذكره الذهبي في كتبه بِاسم "الحسن"، ونقل في "الميزان" عن ابن الجوزي أنه قال: بعض الرواة يسميه الحسين. لذا ذكره مرَّةً أخرى بِاسم الحسين بن عبد الرحمن. والاحتياطي هذا قال عنه الإمام أحمد: أعرفه بالتخليط. وقال علي بن المديني: تركوا حديثه. وقال الأزدي: لو قلتُ كان كذّابًا لجاز. وقال الذهبي في "المغني": متهم. وقال في "الميزان": هو مُقرئ، له مناكير. يُنظر: "الكامل" ٣/ ١٨٧، "المغني" ١/ ٢٤٠، "الميزان" ١/ ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>