للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- وقال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "خَمْسَة أَعْوَامٍ"، وَرِجَالُ الْجَمِيعِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. (١)

- وقال الملا علي القاري (٢): رَوَاهُ أبو يَعْلِي في "مُسْنَدِهِ" وَابْنُ حِبَّانِ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ. وقال محققه الشيخ/ الحويني - حفظه الله ورعاه -: هذا حديثٌ حسنٌ إن شاء اللَّه … ثم تكلم على طُرقه … وقال في ختامه: لعل الحديث بمجمُوع هذه الطُّرق يصلُح لقيام الحُجَّة به.

- وقال الشيخ/ الألباني - بعد أنْ ذكر الحديث مِن رواية أبي سعيد، وأبي هريرة -: إنَّ الحديثَ صحيحٌ قطعًا بمجموع طرقه. (٣)

شواهد للحديث:

- وللحديث شاهدٌ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وقد رُوِىَ عنه مِنْ طريقين:

الأول: مِن طريق صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: وذكر الحديث بنحوه. وهذا وَهْمٌ مِن صدقة بن يزيد، فلا يُعتبر به. (٤)

والثاني: أخرجه الخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (١/ ٢٦٦)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عباد بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "مَنْ أَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ ثُمَّ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ فِي ثَلاثِ سِنِينَ أَوْ خَمْسِ سِنِينَ لَمَحْرُومٌ ".

قَالَ عَوْنٌ يَعْنِي فِي الْحَجِّ.

والحديث مِن هذا الوجه "مُنكرٌ"، لا يُعتبر به أيضاً، فلا يفيد الحديثَ بشيءٍ. (٥)


(١) يُنظر: "مجمع الزوائد" (٣/ ٢٠٦).
(٢) يُنظر: "الأحاديث القدسية الأربعينية" (٣٦).
(٣) يُنظر: "السلسلة الصحيحة" (٤/ ٢٢٤/١٦٦٢).
(٤) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٢٩٥) تعليقًا، وقال: «منكرٌ». وابن عدي في "الكامل" (٤/ ٧٨)، وقال: وهذا عن العلاء منكرٌ كما قاله البخاري، ولا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة، وإنما يروي هذا: خلف بن خليفة، وهو مشهور، وروي عن الثوري أيضًا عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلعلَّ صدقة هذا سمع بذكر العلاء، فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنما هُوَ: الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبيه، عن أبي سعيد. وقال أبو حاتم، وأبو زرعة - كما في "العلل" (٣/ ٢٨٢/ مسألة ٨٦٩): هَذَا عِنْدَنَا مُنكَرٌ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ عبد الرحمن، وَهُوَ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب أشبهُ. ويُنظر: "العلل" لابن أبي حاتم (٣/ ١٨٤/ مسألة ٧٨٨)، وأيضاً (٣/ ٢٦٤/ مسألة ٨٥١).
(٥) في إسناده محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، وثقه البعض، وكذَّبه غير واحدٍ مِن أهل العلم، وقال ابن خراش: كان يضع الحديث. "الميزان" ٣/ ٦٤٢، "لسان الميزان" ٧/ ٣٤٠. وفيه أيضاً قيس بن الربيع، قال النسائي: متروك الحديث. "الجرح والتعديل" ٧/ ٩٦، "المجروحين" لابن حبَّان ٢/ ٢١٦، "الميزان" ٣/ ٣٩٣. وفيه عبَّاد ابن ابي صالح، قال ابن حبَّان: يتفرد عَن أَبِيه بِمَا لَا أصل لَهُ من حَدِيث أَبِيه لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد. "المجروحين" ٢/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>