للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . .


العبَّاداني. وقال الدُّولابي في "الكنى" (٢/ ٨٧٦): أبو عُبيدة سعيد بن زربي. وقال ابن حبَّان في "المجروحين" (١/ ٣١٨): سَعيد بن زَرْبي مِن أهل البصرة، كنيته أبو مُعاوية، وقد قيل: كنيته أبو عُبيدة. وقال ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكون" (١/ ٣١٨): سعيد بن زربي أَبُو عُبَيْدَة وَقيل أَبُو مُعَاوِيَة البَصْرِيّ العَبادَانِي. بينما قال ابن عدي في "الكامل" (٤/ ٤٠٦): سَعيد بن زربي يُكنَّى أبو عبيدة، وقِيلَ: أبو معاوية، وأَبُو عبيدة أصح، ومَنْ قَالَ أبو معاوية فقد أخطأ، ثُمَّ أخرج رواية الباب عن أبي القاسم البغوي عن علي بن الجَعْد عن أبي مُعاوية العبَّاداني، به، ونقل قول البغوي - السابق نَقْلُه في الأصل -، ثُم قال: كيف يحكم البغوي بذلك! وعلي بن الجعد يقول: حدَّثنا أبو مُعاوية العبَّاداني، وسَعيد بن زَرْبي بَصْري، وأخطأ البخاري والبغوي جميعاً، حيث كنياه بأبي مُعاوية، وإنَّما هو أبو عُبَيْدة.
قلتُ: لكن خالفه أبو حاتم، ففي "العلل" (٢/ ٥٤١/ مسألة ٥٧٦) لابن أبي حاتم، قال: سألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عليُّ ابن الجَعْد، عن أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي المَلِيح بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "غَزَوْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوةَ حُنَيْن، … " مَنْ أَبُو معاويةَ هَذَا؟ فَقَالَ: هُوَ سعيدُ بْنُ زَرْبي.
ثُمَّ قال ابن عدي: ذِكْرُ الأحاديث التي قال البغوي: إنَّ هذه الأحاديث رواها سَعيد بن زَرْبي: وأخرج ابن عدي بسنده تلك الأحاديث التي رواها سَعيد بن زَرْبي واستدل بها البغوي على أنَّ العبَّاداني الذي يروي عنه على بن الجَعْد هو سَعيد بن زَرْبي لأنَّه روى هو أيضاً هذه الأحاديث، وبلغ بها تسعة أحاديث ومِنها حديث الباب؛ ثُمَّ قال: ذِكر الأحاديث التي ذُكر فيها سعيد بن زَرْبي، وكنيته: أبو عُبيدة، فَجُمِعَ بين الكنية والاسم: وذكر خمسة أحاديث رواها سعيد بن زَرْبي، وفيها جمع الرواة بين ذكر اسمه: سَعيد بن زَرْبي، وكنيته: أبو عُبيدة؛ ثُمَّ قال: وقد صح ما ذكرناه وبيَّناه أنَّ سَعِيد بن زَرْبي يُكَنَّى أبا عبيدة، وما قاله البُخارِيّ أنه يُكَنَّى أبا معاوية البصري فقد أخطأ، إلاَّ أنَّه مع خطئه أعذر من البغوي، لأنَّ البغوي ذكر في أحاديثه أبو معاوية العبَّاداني، وسعيد بن زربي ليس بعبَّاداني، فأخطأ البغوي في ذلك أَيضًا، وكنيته أبو عُبَيدة كما ذكرناه. أ. هـ وقال المزي في "تهذيب الكمال" (١٠/ ٤٣٠): سَعِيد بن زربي الخُزَاعِيّ، البَصْرِيّ العبَّاداني، أبو معاوية، ويُقال: أَبُو عُبَيدة، وهُوَ الصحيح، والأول خطأ فيما قاله أَبُو أَحْمَد بن عدي. لكنَّه في "تحفة الأشراف" (١/ ١٣٣) قال: سعيد بن زَرْبِيّ أبو معاوية العبَّادانيُّ عن ثابت عن أنس. واعتمد الذهبي كلام ابن عدي في "تاريخ الإسلام" (٤/ ٣٧٦)، ولم يعزه إليه. وذكره في "الميزان" فقال: سَعيد بن زَرْبي أبو عُبيدة البَصْري. ومِنْ بعد هؤلاء جاء الإمام علاء الدين مُغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" (٥/ ٢٩٠ - ٢٩٢)، واستنكر على المزي اعتماده على قول ابن عدي فقط دون تحقيق القول فيه، ثُمَّ نقل أقوال مَن سبق ذكرهم مِن أهل العلم وغيرهم، ثُمَّ قال: فهذا كما ترى هؤلاء الأئمة أكثرهم جزم بأبي معاوية وبعضهم سوى بينهما، فلو رجَّح (المزي) مُرَجِّح أبا معاوية على أبي عبيدة لكان مصيباً، وأقل الأحوال أن يكونا متساويين، وأمَّا تخطئة ما رضيه جماعة العلماء فغير صواب مِمَّن قاله كائناً مَنْ كان، فكان ينبغي للمزي أن ينقل كلام أبي أحمد مستغرباً له في جنب كلام مَن قدَّمناه، وأمَّا أنَّه ينقله عنه مُكْتَفياً به مُتَّبِعَاً صاحب "الكمال" فليس جيداً. ثُمَّ بيَّن مُغلطاي أنَّ في الرواة مَن يُسمَّى سَعيد بن زَرْبي ويُكنى أبا عُبَيْدة لكنَّه ليس هو صاحبنا الذي يروي عن أبي المليح وثابت البُناني، وإنَّما هو شَخصٌ آخر يروي عن مُجاهد ويُعرف بصاحب الموعظة، ونقل عن ابن معين أنَّه فرَّق بينهما، فقال: وقد ذكر الدوري عن ابن معين كلاماً يُشْبه أن يكون فصلاً في هذا، وهو: قال ابن معين: سعيد بن زربي: ليس بثقة وليس هو أبو عبيدة صاحب الموعظة، هو رجل آخر. فَبَيَّن يحيى أن صاحب الموعظة يكنى أبا عبيدة، وأمَّا هذا فلم يُكَنِّه يحيى، ثُمَّ نقل أنَّ ابن حبَّان فرَّق بينهما حيث ذكر صاحبَ أبي المليح وثابت في "المجروحين"، وذكر صاحب الموعظة في "الثقات" (٦/ ٣٦٢)، وقال: سعيد بن زربي يَروي عن مُجَاهِد، روى عنه القاسم بن مَالك المُزنِيّ، وليس هذا بِسَعِيد بن زربي صاحب ثابت، ذاك ضَعِيفٌ وهذا صَدُوقٌ. ثُمَّ قال مُغْلطاي: ويُشْبِه أن يكون كلام يحيى وما شابهه، مستند البخاري، ومن بعده في تكنية صاحب ثابت بأبي معاوية، تفرقة بينه وبين صاحب مجاهد. وأمَّا الحافظ ابن حجر فقد نقل كلام ابن عدي في "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٩)، ثُمَّ عقَّب عليه بقوله: وليس ما جزم به من خطأ البغوي في ذلك بلازم. ثُمَّ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>