للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: فَمَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟

قَالَ: «لَوِ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةً (١) مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ لَمَا قَطَعَتْها حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا (٢) هَرَمًا (٣)».

قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ».

قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ (٤) مِنْهَا؟

قَالَ: «مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الأَبْقَعِ (٥)، لَا يَنْثَنِي، وَلَا يَفْتُرُ».

قَالَ: فمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ مِنْهُ؟

قَالَ: «هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ مِنْ غَنَمِهِ شَيْئًا (٦) عَظِيماً؟». قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: «فَسَلَخَ إِهَابَهَا فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ، فَقَالَ: ادْبَغِي هَذَا، ثُمَّ افْرِي (٧) لَنَا مِنْهُ ذَنُوباً نَرْوِي بِهِ مَاشِيَتَنَا؟».

قَالَ: نَعَمْ (٨)، قَالَ: فَإِنَّ تِلْكَ تُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي؟


(١) جَذَعة: بفتح الجيم والذال المعجمة، وصفٌ لسنٍّ مُعَيَّنٍ مِنْ بهيمة الأنعام، وكل نوْع منها له سنٍّ معيّن؛ ففي الإبل هي التي أتت عليها أربع سنين، ودخلت في الخامسة. يُنظر: "فتح الباري" ٣/ ٣٢٠ و ١٠/ ٥، "اللسان" ٨/ ٤٣.
(٢) بفتح التاء، وسكون الراء، وضم القاف، وهي العظم بين ثُغْرة النَّحر والعاتق. "فتح الباري" ١١/ ٤٢٤، "النهاية" ١/ ١٨٧.
(٣) هَرَمًا: الهرم بالتحريك، الكِبَر في السن، أو أقصى الكِبَر ومنتهاه. "اللسان"١٢/ ٦٠٧، "النهاية" ٥/ ٢٦١.
(٤) العُنْقُود: بضم العين، وهو ما تراكم من ثمر العنب، ونحوه، في أصل واحد. "معجم اللغة العربية المعاصرة" ٢/ ١٥٦٤.
(٥) الأَبْقع الذي في جسده بُقَعٌ تُخالف سائر لونه، كأن يكون فيه سوادٌ وبياضٌ. "مشارق الأنوار" ١/ ٩٩، "النهاية" ١/ ١٤٥.
(٦) كذا في الأصل، وفي "الكبير"، والمعنى واضح، بينما في "مجمع البحرين" "تَيْساً"، وقد رواه أبو نعيم في "صفة الجنة" (٣٤٦) من طريق الطبراني بسنده بلفظ "تَيْساً"، والحديث عند البيهقي في "البعث والنشور" (٢٧٤)، من طريق أبي توبة به، وابن حبان في "صحيحه" (٧٤١٦)، من طريق معاوية بن سلَّام، به، وأحمد في "مسنده" (١٧٦٤٢) من طريق عامر بن زيدٍ، به، كلهم بلفظ "تَيْساً". والتَيْس: هو فحل الغنم؛ وقيَّده ابن التين أنه من المعز. "عمدة القاري" ٩/ ٢٢، "لسان العرب" ٦/ ٣٣.
(٧) أَصْلُ الفَرْي: القَطْع. يُقَالُ: فَرَيْتُ الشيءَ أَفْرِيه فَرْياً إِذَا شَقَقْتَه وقَطَعْته لِلْإِصْلَاحِ، فَهُوَ مَفْرِيٌّ وفَرِيٌّ، وأَفْرَيْتُه: إِذَا شَقَقْتَه عَلَى وَجْهِ الْإِفْسَادِ. تَقُولُ العَرب: تَركْته يَفْرِي الفَرِىَّ: إِذَا عَمل العَمل فأجادَه. "النهاية في غريب الحديث" (٣/ ٤٤٢).
(٨) أصل المعنى واضحٌ في روايتنا، وفي "المعجم الكبير" زيادة تزيد المعنى وضوحاً، ففيه: "قَالَ: نَعَمْ، قَالَ - أي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فَإِنَّهُ كَذَلِكَ». قَالَ - أي الأعرابي -: فَإِنَّ ذَلِكَ يَسَعُنِي وَيَسَعُ أَهْلَ بَيْتِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>