للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما احتياجه إلى معرفة ألفاظ أهل الصناعة، فلأنه ربما ورّى بها في تفاصيل كلامه ونحو ذلك- كما كتب الشيخ زين الدين أبو بكر بن العجمي «١» على البديعية التي نظمها عيسى العالية»

الشاعر، مضاهيا بها بديعية الصفيّ الحليّ «٣» فقال:

«وبعد فقد وقفت على هذه المعجزة التي أحيا بها عيسى ميت البديع، وجوّد ما شاء فيها من التصريع «٤» والتصريع، ورقم لأعطافها حلل التوشيح «٥» والتوشيع «٦» ، ونظم لأجياد أبياتها فرائد المعاني المستخرجة من بحر فكره على يد يراعه المريع، وقلدها من درر لفظه بما هو أزهى من زهر الزهر «٧» على نهر المجرة وهالات البدور، وشنف المسامع منها بما هو أبهى من النور في العيون وأوقع من الشفاء في الصدور، وأولج الليل في النهار بما طرس به الطروس، وأطلع في ذلك الليل من ناصع معانيه نجوما تزهي على الشموس، وأودع المهارق «٨» شذورا تزيف ذهب الأصائل، وتسفر عن وجوه حسان تفوق ابتسام ثغور الأزاهر بين الخمائل؛ وسلك في البديع طريقة

<<  <  ج: ص:  >  >>