للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقلام أو وسعها الورق!؟؛ والّذي كان بوظيفة الشّدّ الآن زاهد عنها، ليس له رغبة فيها ولا في شيء منها.

فتعين إعادة الجناب الفلانيّ إليها، ورسم بالأمر- لا زالت أيام دولته الشريفة تصلح الشان، وتعيد الخير إلى ما كان- أن يستقرّ.......

فليعد إليها عود الحسام إلى غمده، والماء إلى منهل ورده، وليباشرها بمباشرته المعروفة، وعزائمه المألوفة، وهممه الموصوفة، مسترفعا المتحصل ومصروفه، وليتحقّق أنّ الله تعالى سيصل رزقه فلا يوجس في نفسه خيفة، وليجعل تقوى الله تعالى دأبه في كلّ قضيّة ثقيلة كانت أو خفيفة، والله تعالى يمدّه بألطافه المطيفة، بمنه وكرمه.

وهذه نسخة توقيع بنقابة العساكر بطرابلس:

الحمد لله الأوّل بلا آخر، الغنيّ في ملكه عن النّاصر، المنزّه في سلطانه عن المؤازر، المتوحّد بعدم الأشباه والنّظائر، المبيد لكلّ مظاهر بالعناد مجاهر، العليم بما تكنّه الأفكار وتجنّه الضّمائر، الرّقيب على كلّ ما تردّد من الأحوال بين سوادي القلب والناظر.

وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة يرغم بها كلّ جاحد وكافر، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله المبعوث والشّرك مدلهمّ الدّياجر، والرّشد قد خيّم عليه الضّلال فما له من قوّة ولا ناصر، فأقام به الدّين الحنيفيّ النّيّر الزّاهر، ورفع ذكره في سائر الأقطار والأمصار على رؤوس المنابر، صلّى الله عليه وعلى آله أهل المكارم والمآثر، ما حمد السّرى عند الصّباح سائر، وخمد شرر الشّرّ بكلّ مناضل ومناظر، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ أولى من سيقت إليه وفود النّعم، ومنح من الخيرات أجزل القسم، وعدقت الأمور بعزائمه، واعتمد على همته الّتي هي في المضاء كأسنّته

<<  <  ج: ص:  >  >>